زيارة بلا رتوش
فوزي البكري | فلسطين – القدس
القُدْسُ يَا حَبِيْبي
القُدْسُ لَمْ تَزَلْ
تَضِيْعُ فِي الزحَامْ
تَمُوْتُ أَلْفَ مَرَّةٍ فِي العَامْ
تَعِيْشُ أَلْفَ مَرَّةٍ فِي العَامْ
لَكِنَّهَا – كَمَا عَهِدْتَهَا-
تُفَجِّرُ الفُوْلاذ فِي أَوْرِدَةِ الظَّلامْ
وَدَارُنَا؟
– أَحْجَارُهُا كَرِيْمَةٌ وَسَقْفُهَا تُرَابْ.
ووالدي؟
– عُيُوْنُهُ حَزِيْنَةٌ وَوَجْهُهُ اغْتِرَابْ.
أَلَمْ يَزَلْ..
– هِمَتُّهُ عَالِيَةٌ
يَبْحَثُ عَنِ بَقَايَا اللهِ فِي الكِتَابِ
وَإخْوَتِي الصِّغَار؟
– أَكُفُّهُمْ مَحْرُوْقَةٌ في صَخْرَةِ الإِسْرَاء
صَلاتُهُمْ
البَوْلُ وَالتَّصْفِيرُ فِي العَرَاء
وَالبَحْثُ في البُسْتَان
عَنْ شَقَائِقِ الفِدَاء!!
وَأَهْلُ حَيِّنَا؟
– فَاطِمَةٌ مَجْنُوْنَةُ الضَّفَائِرْ
وَمُصْطَفَى الأُسْتَاذُ؟
– يَلْعَنُ الإِمْلاءَ وَالإِنْشَاء
يَصْفَعُ الدَّفَاتِرْ
وَأَحْمَدُ البَقَّالْ؟
– يَزُفُّ لِلأَرْجِيْلَةِ البَشَائِرْ
وَبُوْلُصُ النَّجَارُ؟
– يَصْنَعُ الصُّلْبَانَ
يَحْرِقُ الصُّلْبَانْ
بِالأَمْسِ حَطَّمَ المِذيَاعْ
لأَنَّهُ أَذَاعَ نُكْتَة ً
يَقُولُ إِنَّهَا تُسَبِّبُ الصُّدَاعْ
ثُمَّ اسْتَوَى لِلْكَأْسِ
جَالَ جَوْلَةً
وَقَالَ إِنَّ “النَّاصِرَة
عَاصِمَة ُ “القِطَاعْ”
وَمَا الَّذِي تَقُوْلُهُ الجرَائِدْ؟
– لا شَيء غَيْرَ العُهْرِ وَالقَصَائِدْ
البَعْضُ يَمْسَحُ “البَلاطَ”
وَالبَعْضُ يَفْهَمُ التَّارِيْخَ
أنَّهُ وَاسِطَة ُ العُقُوْدِ وَالقَلائِدْ
وَالنَّاسُ؟
– بَيْنَ “سَائِلٍ” وَ “جَامِدْ”
جَارُتُنَا العَجُوزُ؟
– كَعَهْدِهَا تُوَزِّعُ الثِّمَارَ فِي تَمُّوْز
وَتَقْبُضُ الهَوَاءَ فِي تِشْرِيْن
لَكِنَّهَا لا تَعْرِفُ الأَنِيْنْ
كَيْفَ يَمُرُّ الوَقْتُ .. نَهَارُكُمْ وَلَيِلُكُمْ؟
– فِي كُلِّ سَاعَةٍ يُوْلَدُ أَلْفُ حُلْمْ
يَمُوْتُ أَلْفُ حُلْمْ
لَيْلُ القُصُوْرِ جَانِحٌ لِلسِّلْمْ
وَلَيْلُنَا
قـُمَامَةٌ عَلَى الطَّرِيْقْ
نَهَارُهُمْ حَرِيْقْ
وَنَحْنُ نَشْرَبُ اللَهِيْبَ كُلَّ يَوْمْ
أَعْصَابُكُمْ؟
– حَمْرَاءُ غَيْرُ قَانِيَة ْ
آفَتـُهَا الصَدَأُ
أَحْلامُكُمْ؟
تَسَْحُ كُلَّ ثَانِيَة ْ
لَكِنَّهَا نَحِيْلَة ٌ
فِي القَحْطِ عَادَةً لا يَنْبُتُ الكَلأَ.
قُلُوْبُكُمْ؟
– مَعِ الَّذِيْنَ يَزْرَعُوْنَ الشَّوْكَ وَالوُرُوْدْ
فِي الأُفْقِ القَرِيبِ وَالبَعِيْدْ
وَأَنْتِ يَا حَبِيْبَتِي؟
-وَاللهِ لَوْ سَأَلْتَ عَنِّي أَوَّلا ً
لَمَا رَأَيْتُ فِي عينيك قُبَّةَ السَّمَاءْ
وَبِاخْتِصَارْ
مَا زلَـْتُ يَا حَبِيْبِي
هِوَايَتِي المُطَالَعَة
فِي مَنْظَرِ الخِيَامِ بَعْدَ كُلِّ غَارَةٍ
وَوَجْهـِكَ الحَبِيْبِ وَهْوَ قَائِلٌ
بَأَنَّهُ الوَدَاعُ.. لا
وَإِنَّمَا إِلَى اللِقَاءْ