فـي انتظــاري
سليمان دغش | فلسطين
مرَّت الأيامُ قُربي كَقِطارٍ لا محطات لَهُ
يمضي إلى المَجهولِ، لا أدري، ووحدي في انتظاري
ما الذي أنتَظِرُ الآنَ على أرصِفَةِ التيهِ
ولا عُنوانَ لي في الرّيحِ إلّا ذكرَيات حمَّلَتني
شُبهَةَ الحُبِّ على أسوارِ داري
ذاتَ وَعدٍ صارَ فيما بعد مرسومَ انتحاري
كَيفَ صارَ الحُبُّ يا قِدّيسَتي مُنذُ ابتَعَدنا شُبهَةً
في عُرْفِ أعداءِ النّهارِ
كُنتُ وحدي بَينَ ماءَينِ على شُرفَةِ حُلْمي
وعَصافير أربيها على مهلي لتعلو مثلما تهوى العَصافيرُ سَمائي
مَرَّت الرّيحُ على شاطئِ عمري، أسقَطَتني منْ سماءِ الحُلْمِ
في الرّؤيا التي كانَتْ على وَعدِ وَميعادِ الضُّحى
فَتَمَسَّكْ جَيِّداً بالأرضِ كيْ تَحيا تَقولُ الرّوحُ،
إن غادَرتَها متَّ وماتَتْ مثلَ قِنديلٍ بلا زَيتٍ على حائِطِ دارِ
مرَّت الأيامُ قُربي كقِطارٍ لا مَحطات لهُ
مرَّ عُمري وكأني لم أعشْ فيهِ حياتي
رُبّما يَحياهُ غيري الآنَ عَنّي
مرَّ عمري كُلُّهُ قُربي قطاراً لا محطّات لهُ
وأنا ما زِلتُ وحدي وَدَمي في الرّيحِ
وَحدي في انتظاري