صباح

د. سمير شحادة التميمي | فلسطين المحتلة
صباحٌ ككلِ الصباحاتْْ
معتمٌ
وعلى جانِبَيِّ المشهدِ صورْ
معلقةٌ على حائطٍ جرَّحتهُ الحروفْ
خنافسُ الوقتِ تطلُّ
وتختبي
تعودُ تراقبني
خائفةٌ منّي
أو تستعجلُني كي أبوحْ
لا أدري
عرائسُ الأحلامِ تأخرتْ في الرحيلْ
ما زالتْ ترفُّ عَلَيْ
إنَّهُ نصفُ حُلمْ
(سياسيٌّ يقفُ بكامل لعنتهِ ويتحدثُ
بلباقةٍ عنْ صفقةِ القرنِ والأعرابِ والموتِ البطيءْ
وشيخٌ استطالتْ لحيتُهُ فطالتْ ما تبعثرَ على صدرِهِ
من غبارِ معاركِ الفتحِ المبينْ
فتياتٌ نصفُ محجباتٍ يجلسنَ في المقاهي المطلةِ علىالشوارعِ المنسيةِ وبيوتِ المقهورينْ
واطفالٌ يبيعونَ الفاينَ والعلكةَ وقداحاتِ الغازِ
على الإشاراتِ الضوئيةْ
واصواتُ باعةٍ متجولينْ
ورجالُ أمنٍ يعبثونَ بجوالاتهمْ
وفوضى)
بحثتُ عن نصفِ الحُلُمِ الباقي فوجدته قد ذابِ
واختفى
أفقتُ مذعورا من حُلمي
اشعلتُ شمعةً
وعودَ نِدْ
وارتشفتُ ما تبقى في الفنجانِ من قهوةِ الامس
ونمت.
ولمَّا أفقتْ
كان الصباحُ أكثرَ عَتمَةْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى