وَهَلْ يَنْفَعُ الشِّعْرُ .. ؟
سلام علي صبري | العراق
تَعَوَّدَتْ أَنْ أَقُولَ الشِّعْرَ هَيْمَانَا
أَبُثُّهُ نَاشِرَاً رَوْحَاً وَرَيْحَانَا
//
أَسْتَلُّ مِنْ وَجَعِ الْأَيَّامِ قَافِيَتِي
وَمِنْ قَسَاوَتِهَا دَمْعَاً وَأَحْزَانَا
//
أَقُولُ مُلْهِمَتِي: ألشِّعْرُ مَعْرَكَةٌ
تَبْقَى الْقُلُوبُ لَهَا سَاحَاً وَمَيْدَانَا
//
قَدْ كُنْتِ تُغْنينَ أَبْيَاتِي مُوَاظبَةً
تُهْدينَنِي نَفَحَاتِ الْوَرْدِ أَلْوَانَا
//
وَالْيومَ قَدْ أُوْقِفَ الْإلْهَامُ سَيِّدَتِي
وَالصَّحْبُ غَابُوا زُرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا
//
كَانَتْ قَصَائِدُ ديوَاني مُسَلِّيَةً
وَأَصْبَحَتْ بَعْدَ ذَاكَ الْعَهْدِ نيرَانَا
//
قَاسَيتُ مُنْذُ سِنينٍ غُرْبَةً وَجَوَى
لَيْلَاً أُكَابِدُهُ أَقْضيهِ سَهْرَانَا
//
فَكَيفَ يَنْفَعُني شِعْرِي وَيُنْقِذُني
أَنَا الَّذِي لَهُ صَارَ الْيَأْسُ عُنْوَانَا
//
وَأَنتِ لَمْ تَرْحَلي في الْقَلْبِ سَاكِنَةً
ذِكْرَى تُؤَرِّقَني دَهْرَاً وَأَزْمَانَا
//
فَالَّيلُ أَطْبَقَ أَبْوَابَاً مُشَرَّعَةً
وَالنُّورُ مَازَالَ وَالْإعْتَامُ سِيَّانَا
//
الشوقُ في أَملٍ والْعينُ نَاظِرَةٌ
فهل تَُرَى مِن خُيُوطِ الْفجرِ طُوفَانَا
//
ألْعُمرُ يَمضي وأيَّامي تُودِّعُني
والشَّيبُ مَاانْفَكَّ والتَّغْريبُ أَعْوَانَا
//
لَمْ يَبْقَ لِيْ غيرُ أَورَاقِي أُقَلِّبُهَا
تَبكِي مَعِي وَتَشِيدُ الْهَمَّ جُدْرَانَا
//
فَالْخِلُّ فَارَقَني والْقَلْبُ مُنْشَغِلٌ
في إثرِهِ قَدْ أَحَالَ النَّوحَ أَلْحَانَا
//
غِبْتُمْ وَغَابَ الْوَفَا وَالْودُّ وَانْفَرَطَتْ
أَحْلَى الْقَصَائدِ لِلتَّوديعِ إيذَانَا
//
بكتكِ عينَايَ وَانْهَالَتْ مدَامعُهَا
حُزنَاً علَى ذكرَيَاتٍ تنقَضي الْآَنَا
//
وَاحَرَّ قلبي وقد زَادَتْ مَوَاجِعُهُ
جُرْحَاً يُوَرِّثُني جُرْحَاً وَحِرْمَانَا
//
ودَاهَمَتْني شُكُوكٌ لَسْتُ أَعهَدُهَا
قَدْ أَلْبَسَتْني مِن الْآَلَامِ تِيجَانا
//
كُنْتِ الطَّريقَ إلَى قلبي فَيَا عَجَبَاً
أَبْقَيتِهِ قَلِقَاً دَومَاً وَحَيرَانَا
//
يرْنُو إلَى غَدِهِ الْمجهُولِ مُنْكَسِرَاً
لَمْ يَجْنِ إلَا مَوَاعِيدَاً وَخُذْلَانَا