قوة الأفكار الإيجابية (2)
أ.د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية
هل يحلو لك النظر إلى نصف الكوب الفارغ أم النصف الممتلئ؟ قد تعكس الطريقة التي تجيب بها على هذا السؤال القديم حول التفكير الإيجابي ونظرتك للحياة، وموقفك تجاه نفسك، وتجاه ما يدور من حولك؛ وما إذا كنت متفائلًا أو متشائمًا بطبيعة حالك – وربما يؤثر هذا الجواب على صحتك الجسدية والعقلية.
في الواقع، تُظهر بعض الدراسات أن سمات الشخصية مثل التفاؤل والتشاؤم يمكن أن تؤثر على العديد من مجالات صحتك وعافيتك.
التفكير الإيجابي الذي يأتي عادة بالتفاؤل هو جزء أساسي من الإدارة الفعالة للتوتر اليومى بأنواعه. وترتبط الإدارة الفعالة للإجهاد اليومى بالعديد من الفوائد الصحية.
وقلما تخلو الحياة من المشاكل والصعوبات، بين إقبال وإدبار. إن لم تكون المنغصات فى البيوت، فأن الكثير منها فى أماكن العمل المعاصرة والتى تعد أغلبها مناطق خالية من الإيجابية.
ولذا من الشائع جدا وقوع البعض في دوامة من السلبية والإحباط اليومى. لكن ربما أنشطة قصيرة مثل استراحات القهوة المنتظمة مع الصحبة القريبة الى قلبك، أو القيام بتمارين اليوجا، والصلاة يمكن أن تغير كل ذلك.
ويمكن لهذه الأنشطة البدنية أو الترفيهية المنتظمة تحفيز نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي – لدعم الوظيفة المسؤولة عن الإسترخاء وإبطاء معدل ضربات القلب – مما يؤدي إلى تجديد التفاؤل وتحسين علاقات العمل، وإثارة التعاطف والإبداع.
وعلى العكس تماما، فقد يتسبب الإجهاد والتوتر في إصابة الشخص بضعف إدراكي وعاطفي، يؤثر على حياته الشخصية والعملية.
ووفقًا لتقرير حول الرفاهية والنجاح صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي [WEF]، فإن الأدلة تشير إلى أن الإيجابية تزداد عندما يُمنح العمال مرونة متزايدة في أدوارهم والمزيد من التوازن بين العمل والحياة.
علاوة على ذلك، أظهر التقرير نفسه أن الإدارة السيئة والتنمر في مكان العمل يمكن أن يكون لهما تأثير ضار على الصحة البدنية والعقلية للموظفين.
وخلصت دراسة حديثة أجرتها جامعة كاليفورنيا؛ بعنوان “هل السعادة تعزز النجاح الوظيفي”، إلى أن “الأشخاص السعداء” أكثر رضا عن وظائفهم ويتمتعون بقدر أكبر من الاستقلالية في واجباتهم. بالإضافة إلى ذلك ، فإن أداءهم أفضل من أقرانهم الأقل إجابية، ويتلقون المزيد من الدعم من زملائهم في العمل.
أخيرًا: إن الأفراد الإيجابيين أقل عرضة للبطالة، وأكثر فرصة لأن يكونوا بصحة جيدة ويعيشون لفترة أطول.