ما المقصود بالصمود, ولماذا من المهم التعافي والنهوض؟

بقلم: كورتني إي أكرمان، 2021
ترجمة وتنسيق وتعديل وإضافة: د. محمد السعيد أبو حلاوة - أستاذ الصحة النفسية المشارك، كلية التربية، جامعة دمنهور

يعد مفهوم “الصمود resilience” من أكثر القضايا والموضوعات المطروحة للدراسة والنقاش في أدبيات علم النفس بشكل عام وفي علم النفس الإيجابي بشكل خاص، ويعد الصمود بالنسبة للبعض سمة شخصية ينظر إليها كنوع من العقار المعجزة الذي يتوقع معه البرء من الجروح وتصويب كل الأخطاء.

وتأسيسًا على ذلك يركز المقال الحالي:

1-ما المقصود بالصمود؟.

أ‌- تعريف الصمود.

ب‌-ما المقصود بالتعافي والنهوض والارتدادية؟

ت‌- الصمود والمتانة النفسية: ما الفرق؟

ث‌- الصمود في مقابل العزيمة.

ج‌-التحمل النفسي: هل هو مرادف للصمود النفسي؟

ح‌-ما المقصود بالجلد؟ “الثبات والصبر والصرامة”؟

 

2-سيكولوجية “القوة النفسية”:

أ‌-تعريف القوة النفسية في ضوء علاقتها بالصمود.

ب‌- إظهار الصمود النفسي كفرد.

ت‌- لماذا الصمود أمرًا مهمًا للغاية؟

ث‌-  تأثيرات القوة النفسية على الصحة العامة.

3- تنشئة الشخص القوي نفسيًا:

أ‌-ديناميات عمل الصمود المتعلم ذاتيًا “الصمود المكتسب ذاتيًا”.

(أ-1). تصور دكتوره كارين نزودوم Dr. Carine Nzodom (2017).

(أ-2). تصور دكتوره كيندرا تشريKendra Cherry (2018).

(أ-3). تصور دكتوره كيرا إم نيومان Kira M. Newman (2016).

ب‌-  تنشئة الأطفال لكي يكونوا صامدون.

4-     عشرة أقوال مأثورة عن “الصمود”.

5-    خاتمة واستنتاجات.

6-    المراجع.

ما المقصود بالصمود: لماذا من المهم التعافي والنهوض؟ (مقال: كورتني إي أكرمان، 2021).

 

وفيما يلي تناول موجز لهذه العناصر:

1-  ما المقصود بالصمودWhat is Resilience? ؟

أ‌-     تعريف الصمود:

يُعْرف الصمود النفسي بأنه “خاصية تسمح للشخص بمواجهة متاعب الحياة وعثراتها وصدماتها بصلابة واقتدار وسرعة التعافي من تأثيراتها السلبية والعودة إلى صورة أقوى مما كان عليه، بدلاً من السماح لها بأن تتغلب عليه أو تقوض إمكانياته وتستنزف قدراته، بل إيجاد طرائق متجددة على النهوض من الكبوة أو العثرة أو الإخفاق أو الصدمة”.

وباختصار شديد يمكن أن يُعْرف الصمود النفسي بأنه “القدرة على النهوض أو الارتداد bounceback والصيرورة إلى حالة أقوى مما كان عليه قبل الصدمة أو الشدة”.

ب‌- ما المقصود بالتعافي والنهوض والارتدادية؟:

ولكن ماذا نقصد “بالارتدادية أو التجاوز والنهوض Bouncing Back“؟ ببساطة شديدة يقصد بالارتدادية والتجاوز والنهوض هو ما نفعله عندما نواجه خيبة أمل أو إحباط، إخفاق، فبدلاً الاستسلام واليأس نستطيع التعافي والتجاوز والنهوض مرة ثانية والاستمرار في الحياة باقتدار وفاعلية. ويعرف الصمود النفسي وفقًا لمركز المساعدة التابع للجمعية الأمريكية لعلم النفس بأنه “عملية التكيف الجيد رغم التعرض لشدة، صدمة، مأساة، تهديدات، أو مصادر للضغوط” (APA Help Center, n.d.).

ويمكن أن يوصف شخص ما بأنه “تعافى ونهض وتجاوز أو عاد مرة أخرى إلى ما كان عليه” عندما يتعرض مثلاً لحادث مروري مأساوي نجم عنه إصابته بجروح خطيرة ورغم ذلك حافظ على إيجابيته وتفاؤله خلال رحلته الطويلة في عملية العلاج الجسمي.

ت‌-الصمود والمتانة النفسية: ما الفرق؟Resilience and Mental Toughness: What’s the Difference?

بصرف النظر عن دلالات مصطلح “الارتداد والنهوض”، يوجد عديد من المفاهيم المتشابهة مع دلالات مفهوم “الصمود النفسي” غالبًا يتم استخدامها بشكل متبادل من بينهما مفهوم “المتانة النفسية”.

بصرف النظر عن مصطلح “الارتداد” ، هناك العديد من المفاهيم المشابهة التي ترتبط بها المرونة غالبًا. على سبيل المثال ، كثيرًا ما يتم استخدام المرونة بالتبادل مع “الصلابة العقلية mental toughness”. ولكن ما المقصود بالمتانة النفسية؟ يقصد بالمتانة النفسية “سمة شخصية تقرر إلى حد بعيد كيف يتعامل الأفراد مع الحدث الضاغط والتحديات والعثرات والشدائد بغض النظر عن الظروف”(Strycharczyk, 2015) ، وتتضمن المتانة في جزء منها وفقًا لهذا التعريف “الصلابة hardiness” وتتضمن التفاؤل والتهيؤ والاستعداد المسبق للتعامل مع التحديات والمخاطر، وتتضمن المتانة النفسية كذلك في جزء منها “الثقة confidence”  بما يسمح للشخص بالإقدام والمبادرة بأفعال في إطار التركيز على ما يمكنه تعلمه واكتسابه من الشدة أو التحدي أو المأزق أو الخبرة الحياتية الصعبة.

ورغم التداخل بين مفهومي “الصمود النفسي”، و “المتانة النفسية” وهذا أمر مفهوم بطبيعة الحال، يمكن في نفس الوقت تبين نقاط فارقة بينهما، فالصمود يساعد الناس على التعافي من العثرة أو الشدة، بينما تفضي المتانة النفسية إلى تجنب الشدة والصدمة أو العثرة من البداية، وعلى نحو ما بين دوغ ستريشاركزيك Doug Strycharczyk(2015) “كل الأفراد ذوو المتانة النفسية يتصفون بالصمود النفسي، لكن ليس كل من لديهم مستوى مرتفع من الصمود النفسي يتصفون بالمتانة النفسية”. وعلى ذلك فمن يتسمون بالمتانة النفسية لا يتجاوزن ويتعافون من الشدائد وفقط، بل يرون الشدة تحديًا مرحب به ويستقبلونها بابتسامة.

ث‌- الصمود في مقابل العزيمةResilience vs. Grit:

من المفاهيم الأخرى التي قد تستخدم كبديل عن مصطلح “الصمود”، مفهوم “العزيمة”، ولكن هل مفهوم العزيمة مرادف لمصطلح الصمود؟، والعزيمة وفقًا لما رأى جيوى كلاكستون مؤسسة منظمة قوة التعلم تختلف عن الصمود وليست مرادفًا له، وأن “العزيمة” مفهومًا أكثر حداثة صاغته وطورته أنجيلا داكوورث Angela Duckworth وعرفته بأنه “الميل إلى المثابرة والتصميم والاجتهاد طويل الأجل من أجل تحقيق هدف محل شغف وتفضيل”، وترتبط العزيمة النفسية بالقدرة على ضبط الذات وإرجاء إشباع الحاجات على المدى القصير.

وتتمثل أبرز ملامح الفروق بين “الصمود”، و “العزيمة” في أن الصمود يشير في الغالب إلى “القدرة على التجاوز والارتداد والنهوض من المتاعب والشدائد والصراعات على المدى القصير”، بينما تتعلق العزيمة بالمثابرة والتصميم والتحمل لتحقيق هدف طويل الأجل على المدى البعيد مهما كانت الصعوبات أو التحديات ومهما كانت العقبات التي تواجه الشخص.

ج‌-  التحمل النفسي: هل هو مرادف للصمود النفسيMental Endurance: Yet Another Synonym؟

التحمل النفسي مفهوم آخر مشابه لمفهوم الصمود، ويشير التحمل النفسي إلى “القوة النفسية الداخلية التي نستخدمها في التعامل مع التحديات التي تواجهنا”، ويستلزم التحمل النفسي: قوة الإرادة والإرادة الصلبة القوية، والانضباط الذاتي والالتزام الذاتي، والمثابرة لتطوير واستدامة التحمل النفسي، رغم كونه لا يرتبط بالارتداد والنهوض والتجاوز للصدمة أو الشدة، إلا أن التحمل والصمود متطلبين أساسيين لتمكين الشخص من التعامل مع متاعب الحياة وصعوباتها.

ح‌-  ما المقصود بالجلد؟ “الثبات والصبر والصرامة”What is the Meaning of Fortitude?: 

يعد مفهوم “الجَلَد fortitude” مفهومًا آخرًا  يستخدم جنبًا إلى جنب مع مفهوم “الصمود”، أو بدلاً منه، ويعرف الجلد وفقًا لقاموس قاموس ميريام وبستر Merriam-Webster’s dictionary بأنه “قوة في النفس والعقل تمكن الشخص من مواجهة الخطر أو تحمل الألم أو الشدة بجسارة وشجاعة”.

وعلى ذلك تتشابه دلالات مفهوم “الجلد” مع مضامين مفهومي المتانة النفسية والتحمل النفسي، إذ أن هذه المفاهيم الثلاثة ترتبط بفكرة “القوة الداخلية”، وفكرة الاحتياطي من القوة النفسية التي يمكن للشخص الاعتماد عليها والانطلاق منها لتخطي أصعب الظروف وأصعب الأوقات.

2- سيكولوجية القوة النفسيةThe Psychology of Mental Strength:

أ‌-تعريف القوة النفسية في ضوء علاقتها بالصمود:

رغم أنك قد تكون قرأت عن مفهوم “الصمود” وكثيرًا عنه وعن سمات الشخصية التي ترتبط به، وقد تعتقد أن دلالاته ومؤشراته على تنطبق إلا على أكثرنا إلهامًا وإعجابًا وروعة ونجاحًا، إلا أن المثير للدهشة أن الصمود بدلالاته الاصطلاحية ومؤشراته السلوكية أمرًا شائعًا بيننا جميعًا بصورة عجيبة، ويدعم هذا التصور ما ورد عن مركز المساعدة النفسية التابع للجمعية الأمريكية لعلم النفس والذي مفاده أن “نتائج الدراسات العلمية في هذا الصدد أظهرت أن الصمود أمرًا عاديًا وليس أمرًا خارقًا للعادة، وأن الأشخاص العاديون يظهرون مؤشرات الصمود النفسي في عديد من مواقف الحياة وأحداثها ووقائعها الطبيعية”.

وما يمكن التنويه إليه أن الصمود النفسي في دلالاته المتعلقة بمرونة التكيف مع منغصات الحياة وعثراتها ومتاعبها وتحدياتها وصدماتها وإخفاقاتها وشدائدها والمواجهة الإيجابية لها وسرعة التعافي من تأثيراتها بل والارتقاء والازدهار نتيجتها لا يعني أن يبحر الشخص في الحياة بلغة رومانسية كأن الحياة نزهة شخصية أو رحلة تزلج على جليد النعيم والرفاهية والراحة دون أن يعاني من أي ضرر أو أذى نتيجة تعرضه لهذه الأحداث والوقائع، بل يتعلق الصمود بتعايش الشخص مع هذه الأحداث والوقائع وتأثره وتضرره منها والشعور بجميع الأحداث السلبية والمحزنة التي تلقيه عليه الحياة ومع ذلك الاحتفاظ بهدوء واتزانه الانفعالي واستدامة فاعلياته وتفاعلاته مع مهام الحياة وأنشطتها وأدواره فيها باقتدار وجدارة وتفاؤل واستبشار. 

وعلى ذلك فإن اكساب مقومات واستراتيجيات ومهارات “الصمود” يستلزم أولاً معاناة الشخص من “كرب أو ضيق انفعالي emotional distress”، فإن لم نمر على الإطلاق بخيبات أمل، إن لم نتعرض لمتاعب وتحديات وشدائد وصدمات وكروب، لا يمكن أن نتعلم كيفية التعامل معها، ومن ثم لا حديث على الإطلاق عن محل من “الإعراب” لمتلازمة الصمود ومشتملاتها.

وعندما تفكر في الصمود من المنظور النفسي كدالة على (سمات شخصية × ظروف وأحداث وشدائد وصدمات وعثرات وإخفاقات حياتية بيئية × تداعيات نفسية سلبية يعبر عنها ب “المعاناة والمشقة أو الكرب” × تكيف ومواجهة إيجابية وفعالة ووظيفية × تعافي ونهوض وعودة إلى الحالة النفسية التي كنت عليها قبل الشدة أو الصدمة الحياتية × ارتقاء وازدهار تالٍ يعبر عنه ب “القوة النفسية Mental Strength”. وتأسيسًا على هذه الرؤية يمكن القول أن بعضنا يتصف بمستوى مرتفع من “الصمود النفسي” مقارنة بغيره، ومع ذلك يتعرض الناس كل الناس لشدائد وصدمات وعثرات وإخفاقات خلال مسيرتهم في الحياة ويظهرون بلا أدنى شديد بعض من ملامح الصمود ومؤشراته تمكنهم من استدامة العيش والبقاء على قيد الحياة بل تعلم القوة النفسية واكتساب مزيدًا من الخبرة ذات الطابع التراكمي.

ب‌-إظهار الصمود النفسي كفردDemonstrating Resilience as an Individual:

والسؤال الجوهري في هذا السياق ما الذي يبدو عليه الشخص ذو المستوى المرتفع من الصمود النفسي؟ على أية حال أوردت الجمعية الأمريكية لعلم النفس عددًا من العوامل التي تسهم في الصمود النفسي وتمثل في نفس الوقت علامات عليه، وتتمثل هذه العوامل أو السمات فيما يلي (APA Help Center n.d.):

– القدرة على وضع خطط حياتية شخصية واقعية واتخاذ خطوات فعلية لتنفيذها بالتزام وإرادة ذاتية.

-النظرة الإيجابية إلى الذات فضلاً عن ثقة الشخص في قدراته ومكامن قواته.

-مهارات التواصل وحل المشكلة.

-القدرة على إدارة المشاعر والاندفاعات القوية.

وأشار جلين شيرالدي Glenn Schiraldi (2017) خبير دراسات المرونة والصمود النفسي إلى عدد من الأمثلة والخصائص الأساسية لذوي القدرة على الصمود النفسي تتضمن مكامن قوة وسمات وميكانيزمات توافق ذات علاقة مباشرة بالصمود تتمثل فيما يلي:

-الشعور بالاستقلالية والذاتية والتعويل على الذات وربما الاكتفاء بالذات، فضلاً التصميم على التمايز الإيجابي عن الآخرين ووقاية ذاته مع المتاعب والمشاق والكروب ووضع أهداف شخصية مقدرة في الحياة.

-القدرة على الاحتفاظ بالهدوء والاتزان الانفعالي في المواقف الضاغطة والظروف الحياتية الصعبة بما يعكس سكينته وطمأنينته النفسية استطاعته ضبط وتنظيم وإدارة المستويات المرتفعة من المشقة أو الكروب.

– تقدير الذات واحترامها والثقة في القيمة والجدارة الشخصية.

– التحلي بروح التفاؤل والاستبشار.

– الشعور بالسعادة، فضلاً عن ارتفاع معامل الذكاء الانفعالي.

-الشعور بمعني الحياة والغرض منها واليقين بقيمة حياته الشخصية وأهميتها.

– التحلي بالحس الفكاهي وروح المرح والدعابة.

– التحلي بالتوجهات الإيثارية في الحياة فيما يعرف بالتوجه نحو المساعدة المتعلمة والحب والشفقة بالآخرين.

وأضاف جلين شيرالدي Glenn Schiraldi (2017) في موضع آخر عددًا من العوامل والسمات المرتبطة بالصمود النفسي تمثلت فيما يلي:

-قوة الطبع الأخلاقي كما يعبر عنه بالنزاهة والكرمة والقوة الخلقية.

-الفضول وحب الاستطلاع والشغف بالحياة بما يعبر عنه بالتركيز والاندماج في الحياة والترحيب بها والإقبال عليها.

-التوازن ويعبر عنه بتوجه الشخص نحو الاندماج في الحياة بنطاق أنشطتها المتنوعة مثل: الهويات، المثابرة الدراسية، العمل، أنشطة الترفيه الاجتماعي الإيجابية.

-الحس الاجتماعي أو الاجتماعية والكفاءة الاجتماعية كما يعبر عنها بالتوجه نحو الارتباط بالآخرين، توظيف واستثمار مهارات الانتماء، البحث عن العلاقات الاجتماعية الثرية والإيجابية مع التحلي بروح اللياقة والالتزام، والاستمتاع بالعلاقة بين الشخصية المتبادلة مع الآخرين.

-التكيفية Adaptability كما يؤشر لها بالمثابرة والتصميم والثقة والمرونة، وتقبل ما لا يمكن تغييره أو ما لا يمكن السيطرة على، واستخدام مهارات حل المشكلة، واستراتيجية التوافق والمواجهة النشطة للضغوط والشدائد. 

-قوة الإيمان الديني خاصة ما يعرف بالإيمان الديني الداخلية كبوصلة توجيه إيجابي له في الحياة.

-اعتبار المعاناة جزءً طبيعيًا في متن الحياة وتعلم مهارات إيجابية للتعامل معها.

-العادات الصحية الجيدة بما تتضمنه من نوم كافٍ، تغذية صحية، تدريبات رياضية، والابتعاد التام عن الكحول أو غير ذلك من المواد المخدرة، الامتناع عن التدخين، الاهتمام بالصحة الجسمية والرعاية الصحية للذات وعادات الاهتمام بالمظهر الشخصي الخارجي.

وبصورة مختصرة إذا توافر لشخص وعيًا سويًا بذاته وبالبيئة من حوله يتمكن من إدارة مشاعره بشكل فعال، وضبط وتنظيم أفكاره وانفعالاته ومشاعره وسلوكيات، وفهم أن سن الحياة التقلب بين حالتي اليسر والعسر.

ت‌- لماذا الصمود أمرًا مهمًا للغاية؟Why is Being Resilient so Important?

نسمع وبصورة مكثفة في واقع الأمر عن تطوير وتنمية “الصمود” لدى أنفسنا ولدى أطفالنا لأسبابٍ وجيهة، عدد منها المعالج والمرشد النفسي جوشوا مايلز Joshua Miles (2015) ما يلي:  

-يفضي ارتفاع معامل الصمود النفسي إلى تحسين التعلم والإنجاز الأكاديمي.

-يرتبط الصمود النفسي بانخفاض التغيب عن العمل أو المدرسة بسبب المرض أو ادعاء المرض. ويعبر عن هذا الفائدة بارتفاع معامل الالتزام بالتواجد الفعال في بيئة العمل وبيئة المدرسة.

-يسهم الصمود النفسي في تقليل سلوكيات اتخاذ المخاطرة غير المحسوبة أو تقليل ارتكاب السلوكيات الخطرة المهددة للصحة والحالة النفسية مثل: الإسراف في الشرب، التدخين، واستخدام المخدرات.

-يميل ذوو المستويات المرتفعة من الصمود إلى الاندماج في أنشطة المجتمع و/أو الأسرة.

-يرتبط ارتفاع معامل الصمود النفسي بانخفاض معدل الوفيات lower rate of mortality ويزيد ويحسن من الصحة الجسمية. 

ث‌-تأثيرات القوة النفسية على الصحة العامةThe Effects of Psychological Strength on Overall Health:

رغم أن كل نقطة من النقاط المتضمنة في القائمة السابقة تعد بذاتها سببًا موضوعيًا للانتباه إلى الصمود النفسي، ربما من أكثرها أهمية النقطة الأخيرة، إذ أن للصمود تأثيرًا مباشرًا وقويًا على الصحة والعكس صحيح.

وتشير نتائج مراجعة حديثة قامت بها ميتو خوسلا Meetu Khosla (2017) لبحوث الصمود النفسي أن “الصمود” عاملاً أساسيًا في الإسهام في تحقيق نواتج صحية إيجابية تتضمن ما يلي (Khosla, 2017):

-خبرة مزيد من الانفعالات الإيجابية والعايش معها، فضلاً عن تمكين الشخص من ضبط وتنظيم الانفعالات السلبية.

– تقليل أعراض الاكتئاب.

-زيادة القدرة على مجابهة ومقاومة الضغوط والمشاق.

-المواجهة الفعالة والتوافق الإيجابي مع الضغوط والمشاق من خلال تحسين حل المشكلة، والتوجه الإيجابي في الحياة، وإعادة تقييم الأحداث الضاغطة.

-الشيخوخة الناجحة، وتحسين الشعور بطيب الحياة والهناء فيها رغم التحديات المصاحبة للتقدم في العمر.

– سرعة وجودة التعافي من إصابات الحبل الشوكي.

-يسر وسهولة وفاعلية إدارة وضبط وتنظيم أعراض كرب ما بعد الصدمة. 

من جانب أفاد خبراء دراسة الصمود هاري مايلز Harry Mills ومارك دومبيك Mark Dombeck أن “الصمود النفسي” يعزز من الأداء الوظيفي للجهاز المناعي، وأن الأشخاص ذوي المستوى المرتفع من الصمود النفسي قادرون على إدارة الانفعالات الانفعالية بصورة جيدة، يسيطر عليهم عديد من الانفعالات الإيجابية الأمر الذي يرتب نواتج صحية إيجابية مثبتة مثل زيادة خلايا الجهاز المناعي والأداء الوظيفي الأمثل للجهاز المناعي لدى مرضى السرطان على سبيل المثال الأمر الذي يفضي إلى تقليل معدلات الوفيات بهذا المرض ويقلل من الحاجة إلى زراعة الأعضاء للمرضى.

3- تنشئة الشخص القوي نفسيًاGrowing Mentally Strong as a Person:

بعد أن عرفنا أن “الصمود” سمة جوهرية وشديدة الأهمية للإنسان، السؤال المنطقي إذن هو: كيف ننمي الصمود النفسي؟ وما هو جدير بالإشارة لحسن الحظ أن “الصمود النفسي” سمة قابلة للتنمية صحيح لها مكون جيني استعدادي يحدد مستواها، إلا أن بوسع الإنسان تنميتها وتحسينها وتعزيزها وتقويتها، الأمر الذي يجعلنا أما مفهومًا جديدًا للصمود اصطلح على تسميته “الصمود المتعلم ذاتيًا self-learned resilience“.

  • ديناميات عمل الصمود المتعلم ذاتيًا “الصمود المكتسب ذاتيًاHow Self-Learned Resilience Works:

  الصمود المكتسب ذاتيًا كما يشي التعبير هو ذلك الصمود الذي تبنيه أنت بنفسك من خلال المجهود المكثف والإرادة الذاتية والدروس والعبرات التي تكتسبها من خبراتك الحياتية المختلفة خاصة الخبرات الضاغطة والظروف العصيبة التي تمر بها. من جانب آخر يرتبط الصمود المكتسب ذاتيًا من خلال مستوى وعيك بالفرص المتاحة أمامك للارتقاء بذاتك، وبجسارتك وشجاعتك الشخصية لاغتنام هذه الفرص واستثمارها.

ويوجد في واقع الأمر عديدًا من الطرائق التي تمكنك من تنمية وحشد وتعبئة رصيدك من عتاد الصمود النفسي في الحياة يمكن تناولها على النحو التالي:

(أ-1) تصور دكتوره كارين نزودومDr. Carine Nzodom (2017) لطرائق استثمار الفقد أو الخسارة والحدث الضاغط في الارتقاء بالذات:

  • اسمح لنفسك بالشعور بالنطاق الواسع للانفعالات إيجابية كانت أم سلبية.
  • حدد نظام أو نسق المساندة المتاح أمامك واستعن به دون خجل أو تردد.
  • عالج “صف وحلل وفسر” انفعالاتك بمساعدة المعالج النفسي.
  • كن منتبهًا ويقظًا وواعيًا ومهتمًا بعافيتك النفسية ورعاية ذاتك.
  • خذ قسطًَا وافرًا من الراحة وحاول أن تأخذ نصيبًا كافيًا من النوم.
  • حاول قدر جهدك تنظيم نسق وأسلوب حياتك.
  • اكتب كل ما يتعلق بخبراتك الحياتية واسمح للآخرين بمشاركتك فيها.

(أ-2) تصور دكتوره كيندرا تشريKendra Cherry: والذي تتحدد عناصره في النقاط التالية (Cherry, 2018):

  • اكتشف معنى وغرض حياتك الشخصية وحدده بوضوح، لما له هذا الأمر من قدرة تعزيزية تدفعك باتجاه التحمل والمثابرة والتصميم عند المرور بأيام عصيبة.
  • كون اعتقادات إيجابية عن قدراتك الشخصية الأمر الذي يساعدك في زيادة تقديرك لذاتك.
  • بناء شبكة علاقات اجتماعية قوية وإيجابية ممن بإمكانهم مساندتك ويحظون بثقتك الشخصية.
  • اعتقد في أن التغير أمرًا حتميًا واستعد له والتعامل معه عند حدوثه.
  • كن متفائلاً ولا يعتني ذلك أن تتجاهل مشكلاتك، بل احرص على فهم أن كل المشكلات مؤقت وتعامل معها بإيجابية واقتدار.
  • احرص على الرعاية الصحية والإيجابية للذات: النوم الكافي، الأكل الصحي، وممارسة الرياضة.
  • نمي مهارات حل المشكلة من خلال استراتيجيات معينة مثل الطرائق الممكنة لحل مشكلتك الراهنة.
  • صع لنفسك أهدافًا منطقية وواقعية من خلال العصف الذهني وتجزئة هذه الأهداف إلى خطوات صغيرة قابلة للتحقق ويمكنك إدارتها بسهولة.
  • بادر باتخاذ الأفعال التي تمكنك من حل مشكلاتك بدلاً من انتظار تواري المشكلات بذاتها.
  • استمر في تطوير مهاراتك، ولا تشعر بالإحباط نتيجة أي عثرة أو إخفاق بل احرص على تقوية ورفع مستوى صمود النفسي.

(أ-3) تصور دكتوره كيرا إم نيومانKira M. Newman (2016) من مركز العلم الجيد بجامعة كاليفورنيا بباركلي (Newman, 2016):

  • غير من حديثك السلبي لذاتك من خلال التعود على الكتابة الحرة عن مشكلاتك ومتاعبك وقرر التركيز على الجوانب الإيجابية والمشرقة في حياتك وفي أي خبرة أو حدث تتعرض له.
  • واجه مخاوفك وتحدى نفسك، لا تتجنب المواقف الشاقة والظروف العصيبة بل تعامل معها طالما تتعرض لها.
  • تعلم ومارس الشفقة بالذات self-compassion، حاول أن تكون مرتبطًا باللحظة الحاضرة التي تعيشها هنا والآن، وذكر نفسك على الدام أنك لست وحدك من يواجه متاعب ومشاق، وكن ودودًا ورفيقًا بذاتك وتجنب جلد الذات.
  • تعلم التدبر والتأمل ومارس اليقظة الذهنية، افحص بدنك على الدوام كاستراتيجية وطريقة هامة لتعلم التأمل ومهارات اليقظة الذهنية.
  • اغتنم الفرصة للتسامح عن طريق التخلي عن الضغائن والأحقاد.
  • تنشئة الأطفال لكي يكونوا صامدونRaising Children to Be Resilient:

إذا كنت أب أو معلم أو شخص راشد مهم في حياة الطفل، ربما تتساءل عن كيف يمكنك مساعدة ذلك الطفل على اكتساب مقومات ومهارات الصمود، وفي سياق الإجابة عن هذا التساؤل عرضت الجمعية الأمريكية لعلم النفس The American Psychological Association عددًا من الخطوات والفنيات التي يمكن بموجيها تنمية وتشجيع الصمود لدى الأطفال، منها ما يلي (APA Help Center, n.d.):

  • ساعد طفل في تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين لتعليمه تأسيس التعاطف، والنمو في إطار شبكة مساندة اجتماعية ووجدانية إيجابية، وتشجيع الصمود.
  • شجع طفلك على مساعدة الآخرين، الأمر الذي يولد لديه بالتدريج شعورًا بالاقتدار والتمكن.
  • ضع روتين حياة يومية واضح ويجعلك الطفل يشعر بالأمن والسلامة الشخصية ووجود نظام في حياته، وشجعه بالتدريج على أن يضع لنفسه روتين حياته اليومية الشخصية.
  • خذ راحة، وعلم طفلك أخذ راحة والتقاط الأنفاس، وأظهر له أن القلق الزائد أمرًا ضارًا وغير مثمرًا، وشجعه على الابتعاد المؤقت عن مخاوفه وقلقه، وإشغال الذات بأنشطة سارة ومبهجة.
  • علم طفلك الاعتناء بذاته ورعايتها وعوده على ذلك، بما في ذلك الأكل الصحي، ممارسة الرياضة، والنوم الكافي، ومهارات الاسترخاء والبحث عن الأنشطة السارة والممتعة.
  • ساعد طفلك في وضع أهدافًا عقلانية ومنطقية وترحك باتجاهها بجد واجتهاد، وبتركيز على نقاط صغيرة الأمر الذي يزيد من احتمالات تحقيقها.
  • ساعد طفلك في تكوين “رؤية إيجابية عن ذاته” بتذكيره دائمًا بأنه قادر على مواجهة أي صعوبات أو شدائد بكفاءة وذكره على الدوام بنجاحاته في الماضي ليدرك العلاقة بين هذه النجاحات واحتمالات النجاح في المستقبل.
  • ساعد طفلك على النظرة المستقبلية التفاؤلية والتطلع لأهداف طويلة الأجل.
  • ابحث عن كل الفرص التي تمكنك وتمكنك طفلك من اكتشاف ذاته.

4-  عشرة أقوال مأثورة عن “الصمود”10 Quotes on Resilience.

(4-1) مقولة جودي بيكولتJodi Picoult:

{تشبه القدرة البشرية على تحمل العبء والمعاناة شجر الخيزران،  تتصف بالمرونة أكثر مرونة بكثير مما تعتقد للوهلة الأولى}.

(4-2) مقولة ديتر ف. أوشتدورفDieter F. Uchtdorf:

{رد فعلك للمحنة أو الشدة، وليس المحنة أو الشدة في ذاتها، هو ما يقرر كيف سترتقي قصة حياتك}.

(4-3). مقولة ودرو ويسلونWoodrow Wilson:

{الفرق بين الرجل القوي والرجل أن الرجل القوي لا يستسلم بعد الهزيمة}.

(4-4) مقولة هيلين كيلرHellen Keller:

{رغم أن العالم مليء بالمعاناة، إلا أنه مليء أيضًا بفرض التغلب عليها}.

(4-5) مقولة روبرت جوردانRobert Jordan:

{حارب البلوط الريح فتحطم، وانحني الصفاف عندما كان يتعين عليه ذلك فنجا}.

(4-6) مقولة شين كويكزانShane Koyczan:

{إذا كان قلبك منكسر، اصنع مع شظاياه فنًا}.

(4-7). مقولة إليزابيث إدواردزElizabeth Edwards:

{الصمود يعني أن تتقبل وقعك الجديد حتى وإن كان أقل مما كنت عليه، فأنت لا تستطيع الشجار مع الواقع ولا يمكنك فعلم شيء إذا توجهت فقط نحو النوح على ما فقدته، وكل ما بإمكانك تقبل الواقع ومحاولة توليف الوقائع والأشياء معًا لتصنع شيئًا جيدًا}.

(4-8). جريج كينكيدGreg Kincaid:

{بغض النظر عن ما تلقيه الحياة على رؤوسنا من شدائد ليس أمامنا سوى الحرث والتقدم إلى الأمام، هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على دروبنا في الحياة نقية وواضحة}.

(4-9). مقولة ماري هولوايMary Holloway:

{الصمود أن تعرف أنك الشخص الوحيد الذي يتملك القدرة والمسئولية عن التقاط نفسك والحفاظ على تماسكك}.

(4-10). مقولة ستيف مارابوليSteve Maraboli:

{الحياة لا يمكن أن تكون أفضل أو أكثر تسامحًا، كل ما بإمكاننا أن نصبح أكثر قوة وأكثر صمودًا}.

  • خاتمة واستنتاجات:

تعددت التعريفات التي صيغت لمفهوم الصمود النفسي، إذ عرف نيل (2019) الصمود النفسي بأنه “خاصية تمكن الناس من تقبل المواقف والتوافق الإيجابي معها، ومن ثم الإبحار في الحياة بجدارة واقتدار مهما كانت عثراتها ومحنها وشدائدها وظروفها العصيبة ة (Nell, 2019) .

لا ريب في أن التوقف عند الدلالات اللغوية والاصطلاحية للمصطلحات العلمية أمرًا مركزيًا في فك ما يمكن تسميته “الاشتباك والتداخل الدلالي والاصطلاحي”؛ ومن ثم رسم التركيبة النفسية التي يعبر عنها هذا المصطلح أو ذاك بما يسمح بتصويره مفاهيميًا وصفًا وتحليلاً وتفسيرًا وقياس.

وظهر في أدبيات علم النفس والصحة النفسية في البيئة العربية مؤخرًا مصطلح “Resilience”، رغم أن هذا المصطلح تم تناوله وصفًا وتحليلاً وتفسيرًا وقياسًا ربما منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين.

وآثرت صفاء يوسف الأعسر (2011) في سياق تقديمها للترجمة العربية لكتاب “الصمود لدى الأطفال”، تحرير سام جولدستين، وروبرت بروكس إلى “الصمود، وعنت به “القدرة على استعادة القوة والحفاظ عليها على الرُغْم من التحديات والمحن”، وبينت صفاء يوسف الأعسر (2011: 9) في إطار ذلك أن الصمود بنية أو تكوينيًا نفسيًا يتضمن أبعادًا تمكن من توظيفه ليتجاوز المسمى إلى المضمون، وذلك بتحليله ليشير كل حرف من حروف كلمة “صمود” إلى عملية على النحو التالي:

  • حرف “ص”: يشير إلى مقاومة الانكسار أمام التحديات والمحن.
  • حرف “م” يشير إلى المرونة، حيث القدرة على تعديل المسار وتكوين البدائل .
  • حرف “و” يشير إلى الوقاية الداخلية والوقاية الخارجية، حيث العوامل الشخصية والبيئية التي تحمي وتقي من الخطر.
    • التوافق الفعال والمواجهة الإيجابية لضغواط الحياة الكبرى مثل: الصدمات، الأمراض، الخسائر.
    • تتبدى مؤشرات الصمود النفسي في كيفية تكيف الشخص مع التحولات النوعية الكبرى والعادية في حياته (مثل: ولادة طفل).حرف (د) يشير إلى الدافعية، حيث المثابرة والدأب.
      وعرف آيان دي تيرتي وكرستين ستيفانيز Ian de Trete & Christine Stephens (2014) مصطلح الصمود النفسي ـ “المرونة النفسية” في ترجمات عربية شائعة في أدبيات المجال ــ بأنه “قدرة الشخص على التوافق مع الأزمات والعودة بسرعة إلى وضعه النفسي والحياتي الذي كان عليه قبل التعرض لها” (De Terte & Stephens ,2014) .

      ويتضح من هذا التحليل أن الصمود النفسي يعني:

      • قدرة الشخص على مواجهة الضغوط والتصدي لها عبر استخدام لعتاده النفسي ومكامن قوته.
      • قدرة الشخص على الأداء النفسي الوظيفي في ظل الظرف الضاغطة (الهناء والأداء).
      • عملية تنتج من التفاعل بين الفرد وبيئته.
      • مدخل وقائي واستباقي إيجابي في إدارة الضغوط.

      ويستدل على وجود حالة الصمود النفسي على نحو ما رأى إيفان روبرتسون وكاري كوبر ومصطفى صقر وتوماس كيوران Robertson, Ivan T.; Cooper, Cary L.; Sarkar, Mustafa; Curran, Thomas (2015) عندما يتمكن الشخص من استخدام “العمليات النفسية والسلوكيات في تنمية وتعزيز قدراته ومكامن قوته personal assets ووقاية نفسه من التأثيرات السلبية المحتملة للضواغط stressors أو الأحداث الضاغطة” (Robertson, Cooper, Sarkar & Curran, 2015) .

      وفي نفس السياق بلوك وكريمين (1996) الصمود النفسي بأنه “المرونة في الاستجابة للمطالب الموقفية المتغيرة، فضلاً عن القدرة على سرعة تجاوز الخبرات الانفعالية السلبية والتعافي من تأثيراتها السلبية” (Block & Kremen, 1996).

      بينما تعرف الجمعية الأمريكية لعلم النفس American Psychological Association الصمود النفسي بأنه “التكيف الحسن في مواجهة الشدائد، الصدمات، المآسي، التهديدات، أو حتى مصادر الضغوط الجوهرية، مثل المشكلات الأسرية ومشكلات العلاقات، والمشكلات الصحية الخطيرة، أو الضغوط المالية وضغوط العمل، ويشير الصمود النفسي كذلك إلى قدرة الشخص على تجاوز الخبرات الصعبة والتعافي منها.

      وبتعبير أكثر بساطة، يوجد الصمود النفسي لدى من يتمكنون من تنمية قدراتهم النفسية والسلوكية بصورة تسمح لهم بالاحتفاظ بهدوئهم وتماسكهم النفسي أثناء الأزمة أو المحنة والارتباك، فضلاً عن تجاوز الحدث الصادم أو الأزمة والمحنة بدون تداعيات سلبية طويلة الأجل.

      ويتضمن الصمود النفسي فيما أفاد ريتشارد جلين (2002) “التكيف الإيجابي positive adaptation” بعد التعرض لموقف ضاغط أو ظروف عصيبة والذي يعني استيعاب الأزمة أو المحنة والمواجهة الفعالة لها وسرعة تجاوز تأثيراتها السلبية (Glenn, 2002)ة.

      ويجدر التنويه إلى أنه عندما يتعرض الشخص لمنغصات ومتاعب الحياة اليومية بما تتضمنه من صعوبات وربما محن وأزمات وصدمات يختل شعوره بالتوازن النفسي داخليًا وخارجيًا، إلا أن ذوي المستوى المرتفع من الصمود النفسي يعتبرون هذه المحن والأزمات تحديات تمثل فرصًا لتقوية الذات والارتقاء الشخصي وليست مدعاة للانهيار والانكسار أمامها، الأمر الذي يعني أن الضغوط الحياتية ربما يكون لها تأثيرات إيجابية في حالة تعبئة الشخص وعتاده النفسي ومصادر المساندة الانفعالية والاجتماعية المتوافرة في بيئة الأمر الذي يزيد من مناعته وصموده النفسي العام.

      والصمود النفسي على ذلك عملية تكيف إيجابي تنشأ من خلال تعبئة الشخص للجوانب البدنية والنفسية والروحية في مواجهة الظروف الحياتية الجيدة وغير الجيدة، مع شعوره بالتماسك والهدوء والصلابة للدرجة التي مكنه من الأداء النفسي الوظيفي الطبيعي لمهام الحياة اليومية.

      وأشار معهد دراسات الأطفال جامعة روتشستر University of Rochester إلى أن الدراسات البحثية للصمود النفسي ركزت على دراسة من يندمجون في الحياة بأمل وحس فكاهي قائم على المرح والدعابة بالرغم من الخسائر وصور الفقد الفادحة التي تعرضوا لها (Pedro-Carroll, 2005).

      وعلى ذلك من المهم ملاحظة أن الصمود لا يعني فقط مجرد التغلب على المواقف الضاغطة ومحن الحياة وشدائدها، بل الخروج كذلك من هذه المواقف بمزيد من المتانة والمناعة النفسية والأداء النفسي الوظيفي الأكثر كفاءة من ذي قبل competent functioning، كما أن الصمود بهذا المعنى يفيد بقدرة الشخص على التعافي من التأثيرات السلبية للمحن والشدائد واستعادة العافية النفسية والوصول إلى مستوى من المتانة والقوة أكثر مما كان عليه من قبل (Glenn, 2002).

      • الصمود النفسي كعمليةResilience as a Process:

      ويرى غالبية الباحثون أن الصمود دالة لقدرة الأفراد على التفاعل مع بيئاتهم ومدى استثمارها للعمليات النفسية التي إما تنمي جودة حياتهم والهناء والتنعم العام لهم well-being أو تقيهم وتحصنهم ضد التأثيرات السلبية لعوامل الخطورة (Zautra, Hall,. & Murray, 2010)..

      في كل هذه الحالات، لعل أفضل فهم للصمود النفسي النظر إليه كعملية. ومع ذلك عادة ما يتم تناوله خطأ بوصفه سمة شخصية، أو فكرة يعبر عنها ب “الصمود resiliency” (Masten, 1994).

      ويعرف (Luthar, etal., 2000: 543) الصمود باعتباره عملية بأنه “عملية دينامية تتضمن التكيف الإيجابي في سياق الشدائد والمحن الجوهرية“.

      وعلى ذلك يعرف الصمود النفسي بأنه “عملية تجاوز الشخص بفاعلية للخبرات الصعبة، والتكيف الجيد في مواجهة الشدائد، الصدمات، المآسي، التهديدات، أو مصادر الضغوط الجوهرية” (American Psychological Society, 2019).

      وبناء على ذلك من المهم فهم عملية أو دورة الصمود النفسي، فعندما يواجه الناس ظروفًا سلبيًا “محنة أو صدمة أو أزمة أو حدث ضاغط”، يوجد ثلاث طرائق ربما يتعاملون بها معه:

      أ- الغرق في انفعال الغضب ورد الفعل الغاضب غير المتقبل لأي شيء.

      ب- الانهيار والاستسلام والتماوج في الانفعالات السلبية الساحقة والمعاناة من حالة من الخدر السلوكي العام الذي يؤدي إلى العجز عن رد الفعل.

      • الاستياء من التغير المربك والرغبة في تغيير الموقف وتجاوز التأثيرات السلبية.

      وتمثل الطريقة الثالثة المدخل الأكثر دفعًا للشخص باتجاه حسن الحال وطيب الحياة واستعادة العافية، وهذه الطريقة هي ما تميز ذوي المستويات المرتفعة من الصمود لتوجههم نحو مواجهة المحن والشدائد بتقبل وتحمل وجلد ومثابرة وتوجه نحو تغييرها. عكس الطريقة الأولى والثانية اللتين تدفعان الأشخاص نحو تبنى ما يعرف باستراتيجية لعب دور الضحية ولوم الآخرين ورفض أي طرق مواجهة إيجابية حتى بعد انتهاء الأزمة أو الصدمة.

      ويستطيع من يواجهون الظروف العصيبة والمواقف الصعبة وما تتضمنه من محن وشدائد بما يعرف توفيق أوضاع الذات وتعديل الذات أولاً قبل تعديل المواقف والظروف من التوافق الفعال والمواجهة الإيجابية الأمر الذي يمكنهم من سرعة التعافي وتجاوز هذه الأزمات والشدائد بسرعة واستعادة العافية النفسية.

      من جانب آخر فإن الانفعالات السلبية مثل: الخوف والقلق والتوتر والعجز واليأس تقلل من قدرة الشخص على حل المشكلات التي يواجهها وتضف من قدرته على الصمود النفسي، كما أن المخاوف والتوترات الدائمة تضعف بصورة دالة من نظام المناعة لدى الأفراد وتزيد من قابليتهم للأمراض بمعنى آخر يصبحون أكثر استهدافًا للأمراض والاضطرابات الجسدية والنفسية (Siebert, 2005).

      وتتضح دلالات الصمود النفسي كعملية من خلال تحليل مضامين الأشكال المرفقة والتي تعد إطارًا عامًا يمكن أن تنطلق منه برامج تنمية الصمود النفسي لدى الأطفال والمراهقين والراشدين، والتي تفيد أن تعرض الشخص لمواقف صعبة يرتب قلقًا وتوترًا وتشوشًا وعدم يقين وشعور بالإخفاق ومشقة نفسية، ولكي يتجاوز هذه التأثيرات لابد من تدريبه على استراتيجيات ومهارات تنظيم الانفعالات، مهارات حل المشكلة، الوجهة الذهنية الإيجابية، الثقة في الذات والاقتدار، وتدعيم شبكات المساندة الاجتماعية، وتبصيره بالغايات الكبرى في الحياة.

      كما يمكن تحليل الصمود النفسي كعملية في سياق تحليل العناصر المركزية للإطار العام للصمود النفسي بدءً من السياق الذي تحدث فيه الصدمات والأزمات مرورًا بأساليب المواجهة وانتهاءً بالنواتج.

      • الصمود النفسي كحالةPsychological Resilience as a state:

      صاغت جين جليهام (2013) تصورًا لتعريف الصمود النفسي افترضت بموجبه أنّ الصمود النفسي كحالة تعبر عم “قدرة الشخص على استرداد العافية النفسية وبل والارتقاء بالذات بعد التعرض لشدائد الحياة وظروفها العصيبة دالة للتفاعل بين: مكامن القوة التي يمتلكها الشخص ومهاراته وعتاده النفسي والاجتماعي الذي يساعده على الازدهار““Resilience = strengths, skills and resources that help us to thrive“.

      ذلك لأن صفات الفرد وخصائص البيئة التي يعيشها فيها (خاصة البيئة الأسرية والسياق الاجتماعي” يعيق ويحول دون غرق الشخص في دوامات التأثيرات السلبية للظروف الحياة العصيبة وأحداثها الضاغطة وشدائدها، بل تجعله يتجاوب معها بفاعلية واقتدار، وتمكنه من الارتقاء في إطارها من خلال البحث عن الخبرات المبهجة وتنمية علاقات ودية مع الآخرين، والعمل على تحقيق أهداف مفعمة بالمعنى.

      وعلى ذلك يتضمن الصمود النفسي وفقًا لهذا المعنى:

  • وعلى الرغم من أن غالبية الدراسات البحثية عن الصمود ركزت على التكيف مع الضواغط الشديدة، فإن مؤشرات الصمود يمكن أن يستدل عليها أيضًا من التوافق الإيجابي والمواجهة الفعالة لضواغط ومصاعب الحياة اليومية الاعتيادية مثل: العثرات والإخفاقات في المدرسة، أو في العمل، أو الخلافات مع الأشخاص المحبوبين، أو الصراعات مع الأقران.

    وتعد تصورات أندرو إيتون (2017) من الرؤى النظرية بالغة الإتقان فيما يتعلق بوصف ماهية الصمود النفسي بدلالة أبعاد قياسه، إذ رأى أندرو إيتون أن الصمود النفسي بدون الدخول في تفاصيل نظرية “الارتقاء بالرغم من الشدة”، وقدم أندرو إيتون 2017 تصورًا إجماليًا عامًا للأبعاد أو المقاييس الفرعية المتضمنة في بنية الصمود ضمن فعاليات أحد المؤتمرات العلمية سنة 2017، أشار فيه إلى أن “الصمود” تكوينًا نفسيًا يفهم كدالة للتفاعل بين “خصائص أو عوامل شخصية”، و “عوامل بيئية”، ويتوسط ذلك التفاعل ميكانيزمات داخلية سماها “العمليات الداخلية المتضمنة في الصمود النفسي والمؤدية إليه”، من جانب آخر بين أندرو إيتون أن “الصمود” كتركيب نفسي أو بنية نفسية يٌفْهم على أنه “استجابة إبداعية” لصيغ وأشكال ومصادر الكدر والمشقة النفسية والتي تتمثل في: تحديات الحياة ومنغصاتها وظروفها العصيبة، شدائد الحياة وصدماتها، ووقائع الحياة وأزماتها المباغتة غير المتوقعة.

    وتأسيسًا على هذا التصور أفاد أندرو إيتون (2017) أن العمليات المركزية المتضمنة في الصمود النفسي والدافعة باتجاهه وتمثل أبعاده التي يجب أن تنصب عليها عملية قياسه تتمثل فيما يلي:

    • الشعور بالتمكن “الاقتدار × البراعة” Sense of Mastery:ويعكس القدرة على “التفاعل مع والاستمتاع بالعلاقات القائمة على السبب والنتيجة في البيئة”، بمعنى آخر شعور الشخص بامتلاكه القدرة على ضبط وقائع وأحداث الحياة في إطار مركب “السبب والنتيجة”.

    ويتضمن هذا البعد أو التكوين المركزي من الصمود مقاييس فرعية عبر عنها أندرو إيتون (2017) فيما يلي:

    أ‌- التفاؤل Optimism: يعنى به “التوقعات الإيجابية في المستقبل” وتشير نتائج الدراسات إلى أن التفاؤل يرتبط بانخفاض جوهري دال في مستوى القلق، وبارتفاع معامل الإنجاز الأكاديمي، وبالسلوك الصفي الإيجابي.

    ب‌- فاعلية الذات Self-efficacy ينتج التعلم المباشر والملاحظة توقعات داخلية عن أن “فاعلية الذات” تؤثر على تفاعلات الشخص مع ظروفه البيئية وما يتعرض له من شدائد وصدمات أو أزمات أو تحديات وعثرات في الحياة، من جانب آخر فإن فاعلية الذات ترتبط بالمثابرة وزيادة احتمالات بذل الجهد في الحياة مجابهة للشدائد وتحقيقًا للأهداف باعتقاد في القدرة على التجاوز والتحقيق.

    ت‌- القدرة التكيفية Adaptability وتفهم أساسًا على أنها تجسيد “للقدرة على اعتبار البدائل المتنوعة والتفكير فيها والاختيار منها عند حل المشكلة”، وتفهم القدرة التكيفية الآن كجزء من فاعلية الذات، وتعرف على أنها “قدرة الشخص على تقبل التغذية الراجعة التقييمية، التعلم من الأخطاء، وطلب المساعدة“.

    2- الشعور بالارتباط بالآخرين والتعلق بهم Sense of Relatedness وتعكس امتلاك الشخص لشبكة علاقات اجتماعية واسعة ومساندة من الأقران، على الأقل شعور الشخص بوجود من يلجأ إليه عند الحاجة والاطمئنان إلى توافر المساندة الانفعالية، وأصدقاء مقربون يمثلون مصادر للمساندة أثناء الشدة في إطار العلاقات المفعمة بالمعنى مع الآخرين. ويتضمن هذا البعد أو التكوين المركزي من الصمود مقاييس فرعية عبر عنها أندرو إيتون (2017) فيما يلي:

    أ‌- الشعور بالثقةSense of Trust الخطوة الأولى في النمو النفسي ـ الاجتماعي وفقًا لتصورات إريك إريكسون (1963) تتمثل في تنمية الشعور بالثقة في الذات ولا يتأتى هذا الأمر إلا بالتربية والتنشئة القائمة على المساندة والتفهم والدافعة للطفل باتجاه تعلم “تنظيم الذات self-regulation”، والذي يؤثر بدوره على نوعية ومستوى جودة علاقاته.

    ب‌- المساندة المٌدْركة Perceived access to support ولا يعني إدراك الشخص لإمكانية وجود المساندة المدركة تحقق مستويات مرتفعة بالفعل من المساندة، إذ يكفيه تصوره أنه يمكن أن يتلقى المساندة عند الحاجة، ووجد أن مجرد هذا التصور أو الإدراك يرتبط بالصمود النفسية. ويجدر الإشارة إلى أن ما يعرف ب “التعلق المبكر Early attachment” أساس تكوين ما اصطلح على تسميته في أدبيات المجال “نموذج العمل الداخلي inner working model” وهو أقرب إلى “المخطط المعرفي الإدراكي” الذي يقارب به الشخص العالم والحياة من حوله والذي يتركز عليه توقعاته في العلاقة بالعالم الاجتماعي.

    ت‌- الارتياح إلى الآخرين Comfort of Othersبمجرد أن يشعر الشخص بالدفء في العلاقة مع الآخرين تزداد قدراته على الصمود وتستنهض همته للإبحار في الحياة باقتدار بغض النظر عن متاعبها وظروفها العصيبة بل وكوارثها ونكباتها، خاصة إذا اقترن هذا الارتياح إلى الآخرين وهو طبيعي أن يقترن بالثقة في الآخرين.

    ث‌- تحمل الاختلاف أو الفروق Tolerance of Differences كما يتمثل في القدرة على أن يعترف الشخص بأنه كما يعطي لنفسه الحق في الاختلاف عن الآخرين، عليه أن يعترف أن الآخرين مختلفون عنه وأنهم ليسوا نسخة كربونية منه ولا يجب أن يكونوا، وهذا الاختلاف لا يرتب تنافرًا أو ابتعادًا إنما يرتب تقبلاً والتقاءً، وهنا بداية الولوج الآمن في مسار القدرة على التوازن بين “الحاجة إلى الاستقلالية والذاتية”، و “الحاجة إلى الارتباط والتعلق“.

    3- التجاوب الانفعالي “التفاعلي” القائم على رد الفعل Emotional Reactivity كما يعبر عنه بسرعة وكثافة استجابات الشخص الانفعالية وقدرته على تعديل هذه الاستجابات، من جانب آخر يرتبط هذا البعد بما كشفته عنه نتائج الدراسات من أن “الصدمات المبكرة” خاصة تلك الصدمات المرتبطة بالتعرض لمواقف تثير الغضب وتتعلق بالعدوان بالتنبه واليقظة القائمة على الحذر والتخوف hypervigilance ونقص الرعاية المبكرة وقلة التجاوب الانفعالي مع الشخص وزيادة المطالب الملقاة عليه وهذه عوامل تقلل بصورة جوهرية من قدرته على الصمود.

    ويتضمن هذا البعد أو التكوين المركزي من الصمود مقاييس فرعية عبر عنها أندرو إيتون (2017) فيما يلي:

    أ‌- الحساسية Sensitivity كما يعسها ما يعرف بيسر أو سهولة الضغط على المفاتيح الانفعالية للشخص وإشعال وهج المشاعر المتعلق بها سواء كانت: الحزن، الغضب، القلق، …

    ب‌- التعافي Recovery في ضوء الوقت المطلوب للتخلص من أو البرء من المشاعر الانفعالية السلبية القوية في المواقف المختلفة.

    ت‌- التعوق أو العوق Impairment كحالة تالية لتأثيرات الانفعالات السلبية على قدرة الشخص على الأداء النفسي الوظيفي في متن وسياق الحياة العادية.

    المصدر:

    Courtney E. Ackerman (2021). What is Resilience and Why is It Important to Bounce Back?.https://positivepsychology.com/what-is-resilience/

    • المراجع التي اعتمدت عليها (كونري إي أكريمان، 2021):
    • APA Help Center. (n.d.). Resilience guide for parents & teachers. American Psychological Association Help Center. Retrieved from https://www.apa.org/helpcenter/resilience.aspx
    • Building Learning Power. (n.d.). Sorting out resilience, perseverance and grit. TLO Limited. Retrieved from https://www.buildinglearningpower.com/2015/11/sorting-out-resilience-perseverance-and-grit/
    • Cherry, K. (2018). 10 ways to improve your resilience. VeryWell Mind. Retrieved from https://www.verywellmind.com/ways-to-become-more-resilient-2795063
    • Khosla, M. (2017). Resilience and health: Implications for interventions and policy making. Psychological Studies, 3, 233-240.
    • Miles, J. (2015). The importance of building resilience. Counselling Directory. Retrieved from https://www.counselling-directory.org.uk/counsellor-articles/the-importance-of-building-resilience
    • Mills, H., & Dombeck, M. (n.d.). Resilience: Physical health benefits. Recovery Brands LLC. Retrieved from https://www.mentalhelp.net/articles/resilience-physical-health-benefits/
    • Newman, K. M. (2016). Five science-backed strategies to build resilience. Greater Good Science Center. Retrieved from https://greatergood.berkeley.edu/article/item/five_science_backed_strategies_to_build_resilience
    • Nzodom, C. M. (2017). Resilience can’t be taught—but it can be learned. Psychiatric Times. Retrieved from http://www.psychiatrictimes.com/residents-blog/resilience-cant-be-taught-it-can-be-learned
    • Sasson, R. (n.d.). How to develop mental endurance and strength. Success Consciousness. Retrieved from https://www.successconsciousness.com/develop-mental-endurance.html
    • Schiraldi, G. (2017). What do resilient people look like? New Harbinger Publications. Retrieved from https://www.newharbinger.com/blog/what-do-resilient-people-look
    • Strycharczyk, D. (2015, July 31). Resilience and mental toughness: Is there a difference and does it matter? Retrieved from https://www.koganpage.com/article/resilience-and-mental-toughness-is-there-a-difference-and-does-it-matter

     

    • للمزيد راجع:
    • سام جولدستين، وروبرت بروكس (2011). الصمود لدى الأطفال. ترجمة د: صفاء الأعسر، ضمن سلسلة المشروع القومي للترجمة (1733)، القاهرة: المركز القومي للترجمة.
    • van Breda, A. (2018). A critical review of resilience theory and its relevance for social work. Social work, 54(1): 1-18.
    • Gillham, J.E., Abenavoli, R.M., Brunwasser, S.M., Linkins, M., Reivich, K.J., & Seligman, M.E.P. (2013). Resilience Education. In S.A. David, I. Boniwell, & A.C. Ayers (Eds.) Handbook of Happiness. (pp. 609-630). Oxford University Press.
    • Andrew Eaton (2017). Resiliency Scales. Designated Teacher Conference October 6th 2017: https://devoncc.sharepoint.com/…/Resiliency%20Scales…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى