أدب

من سيرة الظلام

بقلم: رياض ناصر نوري
مَاذا لوْ أنَّ للظلامِ لونًا آخرَ
غيرَ الأسودِ الذي يُشبهُ شالَ أُمِّي
عندَما كنتُ رضيعًا
تغطي به عيوني
لحظةَ تهبُّ عَاصفةٌ ما.
ماذا لو كانَ أبيضَ كالثلجِ
الذي لم يقبِّلْ دروبَ مدينتي منذُ دهرْ ..
ماذا لو كان لهُ صوتٌ
لأسمعَه حينَ يركضُ كقطيعِ ذئاب
نحوَ بابِ العمرِ فأغلقَهُ
حينَ ينادي :
” الفرحُ ليس مهنتي ” .

بِتُّ الآنَ أعرفُ …
من ملّةٍ واحدةٍ
هذا الظلامَ والأربعين لِصًّا
يلِِّجون فُرَادَى قُرَى النورِ
ويخرجون منها جماعاتْ ..
إنَّ الظلامَ وأتباعَهُ
إِذا دخلوا قريةً
أفسدوا زرعَهَا
طشُّوا الملحَ في تربتِها ..
ونفخوا على لهيبِ القناديلْ .

سَأُبقي عيوني مفتوحةً
مَادمتُ أتجولُ في أزقةِ هذا الزمانْ
كيْ لا يُحْرِقَ مَا أراهُ بسوادِهِ
هذا الظلامْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى