إحدى عشرة جنازة
خالد جمعة | فلسطين المحتلة
(1)
للولدُ الذي كان يلعبُ فوق شجرة الكينا
كأنّه في بيته [عشه]…
لم تعلّمه أمه الطيران
لكنه طار مع ذلك
[كان هناك صوت طائرة مفاجئ قبل طيرانه بقليل]
(2)
للشاعرُ الذي لم تحتمله الحقيقة
ولم يحتمل أن يسرقوا قلم رصاصه
كان ساذجاً جداً
وفقيراً وجائعاً
ويظنّ القصيدة تحميها عين الله
(3)
للخيولُ الخائفة
هي اعتادت الحرب
لكن ما أرعبها
أنها لم تثق بفرسانها الجدد
(4)
للحكّاء الذي لم يعد أحد يستمع إلى قصصه
وحين يذبلُ لسان الحكّاء
يموت
(5)
للنبتة الساحرة
في البيت المهجور
(6)
لأمٍّ وحدها
أمام حائطٍ عليه ستة صور
زوج في السجن
ولدان في الثغر
بنتان شهيدتان
وأخ لا يعرف أحد أخباره
منذ سبعين عاماً
(7)
لبيت مخلوع من جذوره
تفطس الذكريات على جدرانه
ولعبة البنت الصغيرة كذلك
(8)
لخيالات الأطفال النائمين دون كهرباء
يحلمون بإفطارٍ شهيٍّ
فقط، مجرد إفطار
يعوض نومهم دون عشاء
(9)
لوَحدةِ البلاد
وهي تمدّ يدها من تحت البحر
وتصرخُ
والبحرُ يضحكُ، والقادةُ أيضاً
(10)
للمغني يبحث عن صوته
(11)
للعشائر المتناثرة
التي صارت بلاداً
مصادفةً
ونامت