كذبة صفراء

سوسن إبراهيم | سوريا

كان الجو يشبه كل شيء إلا طقس الحياة .ياله من متقلب مختلط كمشاعر تلك الأنثى التي رأيتها أمس.هوجاء عرجاء مزاجية هندوسية العينين وقلبها حزين يشبه قلبي لما آلت إليه تلك الحياة الجهنمية…..وأكثر أمر لفت انتباهي هو أنها تتحدث بالمقلوب يعني مثلا تضحك ثم تقول النكتة تبكي تم تقول القصة وهكذا دواليك إلى أن وصلت الطريق المتعرجة الطويلة التي تشرف وتطل إلى منزلي الريفي بعد مضي وقت طويل ونحن نجلس في سرفيس القرية الذي لايشبه الباصات أبدا فهو صدىء ونتن ولونه الأسود والخمري كأنه التلوث البصري الذي نعيشه في كل مكان من هذا العالم وعندما نظرت إلى يدي وتمعنت بخاتمي الذهبي وجوهرته الوردية طلبت مني أن تلبسه وتقول لي بعدها كم هو جميل وساحرواغرورقت الدمعتان في عيني فقط لاغير وصرت أطلب من الله أن تنزل دموع التماسيح كيلااقدمه لها هدية لكن واحسرتاه دمعتان لاغير رغم ماتكتنزه المشاعر المختلطة من عيني وروحي وقلبي دقائق ونصل ومازال الخاتم الساحر في إصبعها الأخرى وكأنها هي في شمال أفريقيا وأنا في شمال آسيا يستوطنني الخجل في طلبه منها…..قلت لها من يرتدي هذا الخاتم يركبه النحس عند غروب الشمس ويدفع الأجرة أجرتين في الباص ويقدم وجبة غداء لكل من في البيت….وأيضا صديقتي- الغريبة الأطوار- ربما ينساك سائق الباص كما حدث معنا الآن وتبقين وحيدة…… هذا هو حظ صاحب هذا الخاتم…… صرخت بأعلى صوتها توقف توقف توقف     خذي خاتمك وركضت مهرولة إلى الحقول وكم كانت كذبة صفراء ….!!؟……

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى