أدب

ما لي سواك

شعر: بسام اليافعي

ربي أتيتك و الفـــؤاد يعـانــي
وشقاوتي قد جاوزتْ أسماعي

***

والعجز يسحق كلَ ذرةِ حِيْــلَةٍ
ويذرُّها كصدى الخيال الناعـي

***

واليتمُ ينزفُ في الضلوعِ ونَزْفُه
غطى الجبينَ بغربتي وضياعي

***

وعلى الخدودِ توجُّعي قد خَطَّه
فقــري إليك بدمعــةِ الملتــاع

***

هذي الملامـحُ يا إلهـي بعـدما
صَوْرّتَهــا فـي غايـةِ الإبـــداع

***

تشكـو إليكَ من الزمان وفعـله
فيها وتندبُ روحهـا المتداعـي

***

كم قاتلتْ حتى تحافظ سيدي
عمّ أئتمنْتَ ولم تَـخُنْ بمســاع

***

ولكم تجشمتِ المصاعبَ عنوةً
حتى تـؤمِّنَ عيشهـا بمـــتاع

***

ولكم على أمل الوصول تَجرَّعْتْ
مُرَّ الحيــاةِ وقســوة الأوضــاع

***

ما قطَّبتْ وجهـا ولم تجـزعْ لما
فيهـا على ضجـرٍ وضِيـْقِ ذراع

***

تترقَّـبُ الحـلمَ الجمـيلَ وكلها
ثقــةٌ بحـولك يا رحيبَ البــاع

***

إنْ كان ذنبـيَ عائقـا فلأنتَ لي
ربٌّ وعفــــوك غايـة الأطــــماع

***

هذي الدموعُ أمام بابك ترتجـي
وبصوتها المخـنوق بالأوجـــاع

***

أَرْخـَى جدائلها اعتــرافي أنّنـي
مهما وَعَـدْتُ مُلَطَّـخا بطبــاعـي

***

حاشـاك ربـيَ أنْ تخيبهـا وقــد
نَفَـدَ الخـيارُ وحيلتي وشـراعـي

***

وبــدا علـى كــل احتــمالٍ واردٍ
ألـقُ الســرابِ بـمائه الخـــدَّاع

***

واغسلْ برحمتك الوسيعة سيدي
رانَ الفـؤادِ و وحـشة الأضــلاع

***

فإليك منـك أفـــرُّ يا مَنْ قـــولـه
(إنّي قريبٌ)بل (أجيبُ الدّاعي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى