ربع الحياة الأخير.. قصتي الآن مع المحبة

أمين دراوشة | فلسطين

(إلى علي التميمي ونحن نتقاسم ربع الحياة الأخير)

يتمدد على أريكة الطبيب النفسي (ابن الشيخ ما غيرو)، يُطلبُ منه الحديث، يسأل الطبيب:
– من أين أبدأ؟
– لك الحرية؟
– ياه، وأخيرا سأتمتع بالحرية!
– انطلق.
– ربع الربع لربع، اللي كان بالأصل ربع قبل ما يتربع المسؤول على عرش قلوبنا المصابة، فيعطل عضلة القلب، ويسد الشرايين…
– تابع…
– كنت أحب الربع من أي شيء، ربع تفاحة، ربع أجاصة،
كم فص من برتقالة بما يعادل الربع، الربع الخالي، يا خالي القلب…
الرياضيات حلوة، فهي الحقيقة في حياتنا، ربع + ربع= نصف.
والنصف ربعين، والبطيخة يمكن تقسيها إلى أربع أرباع، وهكذا.
– حدثني عن زواجك.
– مسموح لي الزواج بأربعة، ولكني اكتفيت بالربع وتزوجت واحدة.
– لننتقل للحديث عل علاقتك بأمك.
– آه يا أمي! كانت تقسم الدجاجة إلى أرباع، فتخرج الدجاجة أربعة أقسام من غير سوء.
– أكمل.
– ولكن للأسف عندما كنت أتخلى عن ربعي لأمي كانت ترفض بشدة، وتبقى وحيدة دون ربع. وفي مرات كان أخي (أشعب) لا يكتفي بالربع فيسطو على ربعي…
– جميل أن تنتقل للحديث عن الأخوة، ماذا بشأن الأب؟
– كان ربعي الذي فقدته، رحمه الله.
– وأيضا، بالنسبة للمصروف مثلا.
– كان يمنحني مصروف يومي، ولم ينقطع حتى بعد أن استقطعت الوزارة من راتبه الربع.
– كم كان المصروف؟ يا له من سؤال غبي!
– صحيح، أكيد ربع دينار.
– اتساءل، كيف لمثلك ربع إنسان على علاقة وطيدة بأبي الشيخ.
– هذا لأني أبلغ ربع عمره، وفي المدرسة كان يحب أن يأخذ قيلولة في الربع الأخير من الحصة السابعة المملة.
– لم أفهم.
– في الربع الساعة هذه، كنت عريف الصف.
– وضعك صعب، إليك هذا الدواء القوي جدا، لعله يخفف من أوجاعك.
– وكم أتناول في اليوم.
– الدواء يؤثر في حصان، لذلك خذ…
– ربع حبة.
وضحكنا حتى ابتلت خدودنا مع إننا لم نعرف بعض إلا من ربع ساعة.

 

قصتي الآن…مع المحبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى