نيتشه وسارتر جدلية الوجود والعدم
سمير حماد | سوريا
جاء في كتاب زرادشت لنيتشه: أن زرادشت صادف، وهو يهبط إلى أسفل الجبل, شيخًا ناسكًا فأخذ يحدثه عن الله، فتعجب زرادشت في نفسه , كيف أن هذا الناسك لم يسمع وهو في غابته أن الله قد مات وماتت معه جميع الآلهة..!! هذا ما يقوله فيلسوف الالحاد في كتابه (هكذا تكلم زرادشت)
اما صاحب الوجود والعدم (سارتر) فيقول:
لا فرق بين الإنسان والحيوان، إلاَّ في شيء واحد. وهذا الشيء هو الإرادة العاقلة.. الإنسان عند سارتر مسؤول، مسؤول عن نفسه، مسؤول عن غيره.. وأول مظهر عملي لهذه المسؤولية عند سارتر هو الحرية.. الإنسان لا تكتمل إنسانيته إلاَّ إذا اكتملت حريته، وبمقدار ما هو حر يمكن تسميته إنسانًا، فواجب الإنسان الأول هو البحث عن الحرية.. الحرية من كل نوع، الحرية في السياسة، الحرية في المجتمع، الحرية في الأخلاق.
وعندما تحدث عن مسئولية الإنسان عن نفسه، رأى أن الفقير هو مسؤول عن فقره، والجبان مسؤول عن جبنه، لأن الإنسان لا يولد بطلًا ولا جبانًا ولكنه هو الذي يصنع نفسه.
لقد أكد سارتر على المسؤولية الفردية في أغلب كتبه ومسرحياته، معتبراً أنه: (لم يكن هناك غيري، لقد قررْتُ وحدي الشرّ، ووحدي اخترْعتُ الخير، أنا الذي عشْتُ، أنا الذي أفعل المعجزات، أنا الذي أتّهم نفسي، وأنا وحدي من أستطيع الغفران لنفسي، أنا الإنسان، إذا كان الله موجودًا فإن الإنسان هو العدم…. كما أنه رأى العكس: أيْ إذا كان الإنسان موجودًا فالله هو العدم.
أخيراً نقول كما قال نيتشه :
كم تكره نفسي أن تُرغم آخر على اعتقاد أفكاري !