هل كان الملك أخناتون شاذا؟!

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ والمصريات

تمثال ضخم لإخناتون واقفا وذراعاه مضمومان ويمسك بصولجان حكا والمذبة. وقد صور بملامحه الواقعية المتفردة؛ متمثلة في الوجه الغائر والعينين الضيقتين والذقن الطويلة والشفتين الغليظتين. وقد صور الملك عاريا، ومجردا من الأعضاء التناسلية؛ وهو ما يفسره بعض علماء المصريات بأن الملك هنا يمثل الأب والأم لشعبه.

وبينما يفسر علماء المصريات من المصريين تصوير الملك أخناتون عاريا ومجرد من الأعضاء التناسلية  على أنه هنا يمثل الأب والأم لشعبه؛ إلا أن علماء المصريات  الغربيين لاحظوا صدرة الذى يمثل صدر امرأة وكتفين ضيقتين كصدر امرأة ومقعدة كمقعدة المرأة وكتف ضيق ككتف المرأة  فأرجحوا أنه إما مخنث أو لوطي (مثلى الجنس) وأنه شاذ جنسياً  .

وقد كانت له علاقة بينه و بين أخيه (سمنكارع) إذ كان حبه له و تعلقه به خارجا عن نطاق العقل والمألوف.. فأطلق عليه لقبا نسويا من القاب زوجته.. وهو ( الجمال الفائق لآتون) ولا يخجل من ان يطلق عليه (محبوبه) و لا يخجل من ان يمثل أخلاقه الشاذة تلك في لوحه محفوظة الآن في متحف برلين .

لماذا كانت ثورة إخناتون الدينية على الإله آمون؟

في بداية حكمه كان اسم إخناتون امنحتب الرابع ولا توجد تفاصيل لماذا اتجه إلى إلغاء عبادة آمون؟ خاصة أنه توجد تماثيل تصوره في صورة امرأة فهل لم يرض كهنة أمون على حكمه لمصر لأنهم اكتشقوا أنه لم يكن رجلاً فحاول إقصاء سلطتهم .لا أحد يعرف ولكن كل ما وصل إلينا عبر التاريخ أنه ذكر أن قرص الشمس آتون هو الإله الواحد الذي يفيد بنوره الأجناس البشرية كافة.

 

والغريب أن مسلمي مصر يفتخرون بهذا الملك، ويقولون إنه عبد الإله الواحد (إنه واحد لا شريك له) وأخرجوا مسلسلات ذكروا فيها وحدانيته الإلهية بينما هو وحَد الآلهة في قرص الشمس، وقام بتشييد معبدا لآتون (قرص الشمس) في الكرنك فثار عليه كهنة أمونن وكرد على ذلك قام بتهديم صنم الإله أمون وسحق صوره في كل مكان، ولما اشتد الصراع ترك العاصمة طيبة مع بلاطه وغير اسمه إلى إخناتون، وقام بتشيد عاصمة جديدة بتل العمرانة على شرف الإله الجديد تسانده زوجته نفرتيتي معتقدا ان آتون سينجح في تقريب أصدقاء وأعداء مصر ويعم السلام كل العالم. كان يحلم في أن ينجح في نشر وتعميم الإله الجديد في كامل أنحاء المملكة. ولكن انتشرت الأوبئة ومات الألاف من المصريين .

وتدرس جامعات العالم الشكل الأنثوى لأخناتون، من خلال التماثيل والمنحوتات. وقال بعضهم إنه بسبب طفرة جينية في جسم الملك قلّت هرمونات الذكورة وزادت هرمونات الأنوثة وهى حالة ناتجة بسبب انفصال في عظام الجمجمة وفى الصمامات حدثت له في سن مبكرة. ويعتقدون أن هذا الملك كان له مظهر مخنث، وذو لياقة بدنية أنثوية ظاهرة في وسع الوركين والثديين، ولكنه كان من الذكور، وكان خصبا فكان له ست بنات”، وقال برافرمان “لكن مع ذلك، كان يتطلع أن يكون له لياقة بدنية مثل الإناث”.

 إن المؤرخين استندوا في اتهامه بالشذوذ الجنسي على وجود تمثال لتوت عنخ أمون يجلس على قدم أخناتون. و لكن المؤرخ سليم حسن ذكر في موسوعته” مصر القديمة ” إنه أخوه سمنكارع وليس ابنه توت. لكن موسوعة “مصر القديمة” كتبت قبل الاكتشافات الأخيرة بأن توت عنخ أمون ابن إخناتون وهو ما يبرر تواجده على قدمه بالتمثال. يقول سليم حسن في موسوعته:

لم يتورع «إخناتون» عن الاستجابة لداعي الشهوة إذا دعاه. فها هو ذا لا يزال متورطًا مع أخيه «سمنكارع» في أقبح عادة عرفها الناس، ثم هو لا يخجل من أن يطلق على أخيه لقبًا نسويًّا من ألقاب الملكة «نفرتيتي» وهو «الجمال الفائق لآتون» (نفر نفرو آتون)، ولا يخجل من أن يطلق عليه لقب «محبوبه». ولا يخجل من أن يمثل على لوحة محفوظة الآن في متحف «برلين» تدل على منتهى الاستهتار بالأخلاق والآداب يبدو فيها «إخناتون» ملاصقًا لأخيه «سمنكارع» مطوقًا خصره بإحدى يديه، ويداعب بالأخرى ذقنه في حب وتدليل، وكل منهما يلبس تاج الملك، ولا شك في أن هذه الصورة تبعث في نفس من يراها معانٍ كثيرة عن العلاقة الجنسية الشاذة بين الأخوين.

ولم تُطِقْ «نفرتيتي» زوجته الجميلة صبرًا على ذلك، فقام نزاع بينها وبين الفرعون؛ فهجرت قصرها طوعًا أو كرهًا إلى حي آخر في المدينة يُسمَّى «ظل رع»، وانتحت مع «توت عنخ آمون» هذا المكان الجديد، وتركت قصرها الأول «لإخناتون» وأخيه المحبوب «سمنكارع» وزوجته، وهي الابنة الثانية له المسماة «مريت آتون»

 ومن هنا وجدنا الملك قد أمر بمحو اسم «نفرتيتي» من كل مكان يتحلى به في القصر، ونقش بدله اسم «مريت آتون وسمنكارع»، ولأمر ما أثبت «إخناتون» اسم «مريت آتون» على قصر والدتها «نفرتيتي» مع ذكر نسبتها إليه دون أمها، مخالفًا بذلك التقاليد الملكية التي كانت متبعة.

على أن هناك أمرًا ذا بالٍ ربما كان سببًا في ازدياد النفور بين «نفرتيتي» و«إخناتون»، ذلك أن «إخناتون» لم يقتصر في ضلاله على الحد الذي ذكرنا، بل إنه تمادى وتزوج من ابنته الثالثة «عنخس إن با آتون»، ووضعت منه أنثى سُميت بهذا الاسم.

فأي صلاح يُرجى منه بعد، ولم يكن زواج الملوك من بناتهم شائعًا حتى ذلك الوقت، ولا نعرف منه إلا ثلاث حوادث من هذا النوع في تاريخ الفراعنة، منها واحدة مشكوك فيها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. المنشور عن إخناتون مثير جداً ويضيف إضافات بالغة الأهمية. مقال يستحق القراءة والتأمل العميق ومزيداً من الاطلاع على مراجع موثوقة أخرى تحية للكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى