رسالة إلى أمي

سامي المسلماني | تونس

لا أتكلم كي أصمت
بل أصمت كي تنفجر ينابيع الكلام،
لكني تعبت يا أمي،
صخور كثيرة لا تريد ان
تتفتت،
فأسي ملت طرق الرؤوس المسننة
ومقبضها الخشبي انكسر
وهو يحلم بالعودة إلى أمه الشجرة،
أنا تيضا أريد أن أعود إليك يا أمي،
لا تقولي لي: إن ليس تحت الأرض سوى
مزيد من الصخور
تكبر يوما بعد يوم
في غياب الفؤوس…
تعبت يا أمي،
سطح الأرض مغطى بطبقات سميكة
من الخريف
و أيام الآحاد
وروائح الأظفار
المحروقة…
وأنا لا منظار لي،
لا مجرفة،
و لا معول
حتى أقلامي يا أمي ضقت بها وضاقت بي…
انظري،
هاهي تكمم أفواهها وتستعد
للرحيل،
أنا أيضا أريد أن أرحل إليك يا أمي،
لا تقولي لي:
“الظلام دامس هنا وأنت نظرك ضعيف”
هذه الأرض يا أمي تسرق في كل لحظة
خيطا من خيوط عيني
لأني أرى عريها
و لا أصمت،
لأني أشم بخورها الكاذب
ولا أسقط مغشيا علي،
لأني ألمس حروفها
ولا أصدق غير الرؤيا….
أنا أيضا عار يا امي
و أشعر بالبرد،
لا تقولي لي :”سيأتي الربيع قبل أوانه
من
أجلك”
كبرت يا أمي،
لكن ركبتاي
مازالتا قادرتين
على حملي
إليك…
انتظريني يا أمي،
لا تنامي قبل أن
أجيء
و
أراك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى