أما زلت تذكر ؟!

هبة وفيق الأحمد | سوريا

ارتشفت نخب الانتظار من نبيذ كروم حنين معتق ..بدأت تبحث عنها وعنه ..رسمته وهما ..تجسد لها خيالا  فغدا العمر لحظة ولقائها معه نظرة انتصار لغياب مهزوم يحصي حبات عناقيد الحرمان ليفرغها في دنان نسيان كل شيء إلا ملامحه..

اقتربت منه هامسة.. تعال لنحلق على متن شريط حلم وأحط بك على كتف زُحل.. تعال و أوقف نزيف الشوق المتلبس بي فأنثاك لم ترزق بنعمة النسيان مثل باقي البشر ماتزال تحمل ملامحك تعويذة طي الحرمان …

تعال ..أمازلت تذكر؟… همسي في ليالي انتظار قلبي باذخ السراب أشكو إليك عطش رئتي أحلامي لعبق سماواتك ومناجاتي لطيفك الهائم في متاهات روح مرهونة بك وبسمة كفافي بك بعد وعد أكون به  أسيرتك وآسرتك فماحاجتي لنفسي بعد أن تكون بقربي أسير؟

أمازلت تذكر …زغاريد نجمة الصبح الممزوجة بصلاة لهفتي في معبد روحك ونحن غائمان وراء الخيط الأبيض ليتني لم أفلت يد قلبي حينها لكنت الآن أجمل ماغاصت به أغنيتك..

أمازلت تذكر… بوح بتلات الشغف المصفى التي أعلنت إلحادها تحت سطوة أنفاسك التي مدت لها يدا من ندى زهر ابتسامة لتقتات من ذراتها زادا لأيام توق قادمات فتمنت أن تنبت في أرض أحلام أخرى قريبة من وطن شفتيك البتول لتغرق في رحيق اللهفة.

أمازلت تذكر …ذاك الحلم الذي رسمتك به وهما ومن شغفي عشتك فيه حياة فتجسدت لي بشرا ..نسجت حول عينيك الأساطير ..غرستك نبضا داخل أوصالي فكان قرار سجنك في قفص شراييني أروع قراراتي.

أما زلت تذكر.. هوسي بأحجيات صمتك الذي يتوهج في سماء حبري الآسر فيهطل غيثا يغسل ورقي ليتطاير مبللا مترنحا يتقفى إثر أنفاسك ..يلاحق نبض صوتك… يحط في جنة مكتظة بالعشق تنبع فيها هلوساتك على شفتي دون مخاض تحت نخلة 

تخطنا أسطورة في كتاب مقدس إلهه أنت…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى