كارا التي ستجيء يوما ما

فتحي مهذب | تونس

كارا التي ستجيء يوما ما.

قلبي مليء بحمام نافق يا كارا..
منذ هروبك من حديقة رأسي.
متخفية بزي راهب بوذي.
يتبعك جواد أشقر
يحمل تابوت طفولتي المقتولة
بمرض النسيان.
يتبعك خيميائيون بصناديق الفضة.
ذكريات مسنة معلولة بعمى الألوان.
إوزة السنة الأولى من قيامة اللاوعي.
ياكارا
أنا ضرير ومضطهد.
أقذف النار من أصقاع حنجرتي.
يلاحقني فرعون على جواد مقطوع الرأس.
كل جنازة تعبر طريق كتفي المتلعثمتين.
كل ناع يدق نواقيسه في صومعة رأسي.
المعزون يتسلقون قامتي
بشراهة مفرطة.
كارا يا كارا
الجسر مليء بالقتلة واللصوص.
التنين الهائل يترصدني في الباص.
لا بيت لي لا أصدقاء لا سماء.
قتلوا كل ملائكتي في زقاق مظلم.
إعتقلوا سبعين مترا من فرحي اليومي.
إختلسوا إنجيلي في كنيسة النهار.
كارا
يا ذات العينين المشبعتين بالخضرة والسلام.
يا صديقتي الأبدية.
الرسولة وملكة الينابيع العذبة.
إنتشليني من الرماد وصرير عجلات الهواجس.
من غيوم القناصة ودبابير العميان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى