عُذراً أيلول

ماجدة أبو شاهين | سوريا

أيلولُ ..
يفجّرُ في قَصَبِ الذكرى ..
حزنَ الناياتْ!!
تخبو أضواء المسرحِ حولي بالتنهيدِ
و يسندُ رأسَ العمر على عُكّازِ شُرودْ
يقرعُ لخريفِ امرأةٍ تشبهني..
أجراسَ الزمن المحمولِ ..
على أكتافِ الآهْ
يسلُبُ أوراقي ولُحائي أنغامَ حياةْ

أيلولُ ..
و ليسَ بعيداً عن شغفي
مُنكبّاً ..
كانَ يشجّرُ وادينا بغراسِ الماءْ
و الفكرُ قوافُلُهُ تترى
تمتدُّ …
تجدّفُ في ليلٍ من غيرِ ضفافْ
و نزيفُ اللّوحةِ يجعلني ..
مصباحاً بَغْواً يتسلّقُ ألوانَ الطيفْ
أتصاعدُ …
عَلّي أبلُغُ بعد يباس العمر
ثمارَ ضياء
يصهرني حريقُ نقائضهِ
أتوحّدُ في فوضاهُ
فأخرجُ من قبّعةِ المشهدِ
أرنبةَ السحر الحمقاءْ

رتّبتُ حريقي لعاصفةٍ…
تُدعى أيلولْْ
والشمسُ قرنفلةٌ تضفُرُ حِبري ..
شقراءْ
هبني أوراقَكَ أقراطاً ..
لأزيّنَ آذانَ المعنى بهسيسِ حنينْ
فالغيمُ قطيعٌ من قصصٍ ..
تتناسل في رحمِ الأنواءْ
السفح يردّدُ صرختها
والطيرُ تَشدُ حقائبها..
فالريحُ بسور قصائدها فتحتْ أبوابْ
والنهر توارى من خفرٍ…
خلف الأسماءْ

أيلولٌ..
إنكَ مُتّهم بعُطابِ اليأس!!
و غروبِ اللونِ الفائرِ في خدِّ الأزهارْ
و نَحِيبِ القلبِ الموغلِ في الإبحار
متّهمٌ بالحظِّ البائدِ في أكواخِ البؤسْ
متّهمٌ …
بالموتِ الباردِ إن أخمدَ قنديلَ الروح
لكنّا _ حتى في أيلولَ _
نشقّ العتمةَ ..
_ ما زلنا_
نقترفُ الحُلْمَ
ونغمسُ ريشَ الموجةِ فينا بالألوانْ
ما شأنُكَ قُّلي يامسكينُ
بتأويلِ ألأحزانْ
ما خطبُكَ في هذيانِ النفسْ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى