بيت من نهار

عُلَّية الإدريسي البوزيدي | المغرب

(صيغة أولى)

على موتي مرت أعوام من اليتم

,في وجهي مرآة بملامح قديمة

شعري تجعد بياضه

ألواني دائمة الغياب رغم أني أبرز صدري بشكل دائم.

لا أقصد أن ألهم نظرات لا تستوعب هذا الحزن

الذي يثرثر لجذب انتباه سيء

لكن مي علمتني كيف أفعل ذلك دون حمالة صدر

معي كل الأوراق التي تثبت أني ميتة لكنهم يبيعونه لمن يقف أمامي في الطابور وأحيانا كثيرة يتقدم أمامي من هم ورائي وأنا لا أتذمر لأن أمي أوصتني ألا يسمع صوتي في الصراخ كما أوصتني أن أرفع رأسي قليلا وأنا أقرأ الشعر في برامج التليفزيون

من ينصفني من أخطائي الكثيرة وأنا أفتح لها الباب كضيف دائم؟

من يقلد صوت الأحزان التي ورثتها من حارسة الأحلام؟

أعلم أني طلبت منك أحلاما كثيرة وربما مزاجك لا يسمح بالاعتناء بها ها أنا من جديد أذكرك بهذا الحلم الذي لا يغادرني وسأكف عن البكاء

إلهي

أريد أبا ينتظرني عند باب المدرسة بيده اليسرى يمسك محفظتي وبيده اليمنى يمسك أطراف أصابعي ويأخذني إلى محلات المكدونالد التي في أقصى الشارع مقابل محطة قطار الرباط المدينة

أريد بيمو* يا أبي هكذا سأقول له ونحن نعبر شارع محمد الخامس في اتجاه محل صغير تعودت أن أذهب إليه عندما تجاوز عمري العقد الثالث لشراء ملابس طفولتي

أتحرق شوقا لارتداء ملابس العيد لذا أريد أن أتبرع بهذا الفرح إلى روح جدتي التي كانت توضب أغراضها وهي تدندن لوحدتها ببسمة ومودة كبذور البنفسج

أريد أبا يمسك يدي ونعبر الشارع فأنا رسبت طويلا في مواسم الحب وحوادث السير صرت أخاف منها يا الله

(*) علبة بسكويت

***

بيت من نهار

(صيغة أخرى)

باسم قديم

ناداني في جلسة عشاء

كنت أريد أن اعتذر

لكن يدي كانت في يده

وعيني هربت إلى عينه

صديقنا الليل كان مفلسا

وهو يلوك لفافة حشيش

عندما سقطت

من صوت مألوف

النادل يبدل للمرة الثالثة

قنينة النبيذ الفارغة

ويرخص للهواء اللحاق بنا

بابتسامة

ابو رقراق ورائي يرسل أزهارا

الأزهار تأخذ مكانها

أضعها في مزهرية

مثل حلم

أتوكأ عليه وأنا أنزل سلالم Daw

عليه أتوكأ وأنا أصعد سلالم Daw*

بين الحين والأخر يطالع هاتفه

النحلة تمشي بيني وبينه

أطعمه مرة

يطعمني مرة

مزاج أحر الليل شرقا يتجه

لست وحيدة

بجرة ماء

أقطع الطريق

سائق التاكسي خائف

أن يهرب من الباب الخلفي

بردنا

نعرج على المدينة القديمة

هنا شربنا الشاي

*هنا الوداية

هناك رياض* سكنته صديقتنا السويسرية

تجاورنا الشارع

لم يعد البيت بعيدا

على اسم قديم

كان يغلق الباب

خلف الباب كنت

أفتح ليلة أمس

لأكون نظرة

عليها يربت

كي لا أكبر

(*) أبو رقراق نهر يصب في المحيط الأطلسي علي مستوى مدينتي الرباط وسلا

(*)الوداية قلعة اثرية بمدينة الرباط

(*) daw مطعم باخرة على نهر أبورقراق

(*)رياض بيوت قديمة وقصور

 

***

بيت من نهار

(صيغة معدلة )

الأن تمطر بالرباط

المطر ينزل فوق ماء الموجات

زوجي الذي باعني كل بكاء

لا يدعني أخرج

يخاف أن أسابق الليل

ولا مظلة فوق رأسي

هو لا يعرف

أن صديقتي الشرفة

بعد كل رعد

تمسك بيدي

لنطل معا

على المطر الذي يهجر السماء

ليرى أثره على الأرض…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى