كيف سأنسى ؟

القس جوزيف إيليا | ألمانيا

بكى قلبُها حين ودّعتُها
آهِ
أمّاهُ
كيف سأنسى دموعَكِ
وهْي تسيلُ كنهرٍ حزينٍ
بعينِ فؤادِكْ ؟

وكيف سأنسى
وأنتِ على البابِ واقفةٌ
ترفعينَ يديكِ
تصلّينَ للرّبِّ
حتّى يجهّزَ ليْ مركبًا
فيهِ أرتاحُ من قلقي
ومن الحزنِ
والقهرِ
والوجعِ المرِّ وقتَ افتقادِكْ ؟

وكيف سأنسى حديثَكِ :
– يا ولدي
كنْ قويًّا
وكن يقظًا
لا تغنِّ مواويلَ غيمٍ عقيمٍ
نفتْهُ السّماءُ
وكنْ جبلًا
لا يزعزعُهُ السّيلُ
كنْ مثمرًا في قيامِكَ
منتعشًا في رقادِكْ

وإنّي لأعلمُ
أنّي جلدتُكِ حقًّا بسوطِ رحيلي
فكيف سأنسى انطفاءَ رمادِكْ ؟

وحين مضيتُ لمقبرتي
في سهولِ الفراغِ
تذكّرتُ قولَكِ :
– لا تنخدعْ
إنّهُ وطنُ الثّلجِ
فيهِ ستلقى ارتجافَ جيادِكْ

وها أنا
منكسرَ السّاقِ أمشي
على شوكِ قحطي
فصلِّي لأجلي
وقولي :
– بُنيَّ
ألا اخرجْ كما أرتجي
مَنْ غبارِ سوادِكْ
——————–
٤ – ٣ – ٢٠٢٠
الصّورة المرفقة لوالدتي – عطّر الّله ثراها – وهي تودّعني منطلِقًا إلى كهف اغترابي في خريف عام ٢٠١٤

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى