أيام

خالد جمعة | فلسطين

 [ثلاثاء]

تثقله نقاطُهُ

فيمشي بطيئاً كلغزٍ بلا نهاية

يتعثّر بالساعاتِ الكسولة

ويلبسُ الأزرقَ دائماً

مجعّداً كوجهٍ غاضبٍ في عاصفة

مرةً واحدةً في العمر

سمعتُهُ يغنّي

وكانَ خارجاً لتوّهِ

من إنفلونزا خفيفة

[أربعاء]

مرتبكاً ينظرُ خلفَهُ

متوجّساً ينظرُ أمامَهُ

يدسُّ يديهِ في جيوبِ الأسابيعِ

يجدُها فارغةً دائماً

يصعدُ بعلاماتِه البُنّيّةِ الواضحة

إلى الصحراء حين يقترب المساء

وينشرُ فضيحةً في الرملِ

قبل أن ينتهي

دون أن يذكره أحد

[خميس]

يومٌ أصفرٌ كشمسِ صيف

تعشقُهُ الطيورُ كأنّه عشٌّ لا وقت

تنوّرُ فيه المواعيدُ في حقولِ القلب

وهو بدايةُ انتفاضات الأفكار

كلّما كزّ على أسنانه

اضطرّ التاريخُ لاعترافٍ آخر

وحكى عن بطلٍ كان قد أنكره بالأمس

[جمعة]

يا الله

ما هذا البياض المتخثرُ على العتبات

وهذا الإيمانُ الذي يصحو فجأةً كدبٍّ جائعٍ

هذا اليومُ بالذات:

أراه دائماً يحكُّ فروةَ رأسه

ويتدحرجُ على الرّملِ كبرغي صدئ

ويقول بصوته الميكروفوني: لا أحبُّ أحداً

[سبت]

يسيلُ زيتاً وأرجواناً

يصمتُ العالمُ حين يطلُّ

ولا يشعلُ أحدٌ ناراً

ولا ترضعُ أمٌّ ابنها

وتتوقفُ الوردات عن التفتّح

[أحد]

خجولٌ

يحكُّ جفنيه بالرمادِ الثلجيّ

يصلحُ موعداً لميلادِ الذئابِ

لذا تأخذُ لونَهُ

وتكونُ وحيدةً عادةً

وهذا الذئبُ الذي ترونه يناقضُ الفكرةَ

ربما ليس ذئبا…

وربما

أخطأ من أرّخ لميلاده

[إثنين]

يتعلّمُ سلوكَ الأيام منذ نشأتِهِ

بصفارِ جلدِهِ الكرتوني

يلقي التحيّةَ بشكلٍ صوفيٍّ على الأيام والمرايا

ويتكلّمُ بلغةٍ لا يعرفُها أحد

يومٌ حزينٌ كعادة “الإثنينات”

وُلد ميْتاً

وبقي في الجدول

لأن أحداً لم يقبل أن يملأ فراغه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى