هزيع اللَيْل.. (بانورامية)

المينا علي حسن | العراق

كُلِّ لَيْلَةٍ
أشيع نفسي
أشنق رقبتي
على المرآة
مزدحمة بالوحدة
لا أحد ينوح عليَّ
_ إلّاي
أموت وأتلاشى ثُمَّ
أتجرّد وأتجدّد
تتحول أوراقي إلى طيور
تزور سباتي كُلَّ مساء
أنين الجدران يتكاثف
حولي يدور ويدور تَّؤدةً

(١)
سبعة عشر عاماً
يحاور أبي أٌمّي
من خلف جدران
الغرفة الشاسعة
سبعة عشر عاماً
أبي لا يُميز رائحة
كف أمّي
سبعة عشر عاماً
أحاول عقد أيديهم
_ببعضها
وتفشل رغماً عني
صعبٌ أن تدرك ما حملتنياه
يا أبي
صعبٌ أن تدرك كم عِشْت متعذبةً
صعبٌ أن تدرك كم أحمل من الدموع
في الأجفان
(٢)
كالعادة في المقهى
أقلب أوراقي
أحملق في طاولة
أراقب المارة
أُسمعُ ما كتبته
إلى الكُرسي
منقطعةٌ عن هذا العالم
أبدو وكأنني شبحٌ جَسدِي
(٣)
أعود لأنغمس في النوم
حتى منتصف الليل
أصحو ولا أستطيع الرجوع
إلى النوم
حتى مطلع كدح العصافير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى