اللغّة المفقودة

شعر : عبد الناصر صالح | فلسطين

         ـ1ـ

تنهض في ذاكرتي عيناها،

تخترقان خريفي الغجريَّ

تمدّان فؤادي بالنبض / النور / الخفقان.

أزحف في غابات الكون / الأسطورةِ

مبهوراً تحت ستار الدمعِ،

يغطّيني رمل الصحراءِ الحارقِ

أتلّمس دربي بين الجثث المتروكة في الليلِ،

وحيداً أبكي في الليل الوثنيّ

وتبكيني آلهة الشعر /

اللغة الضائعةُ / الورق المتطاير في الريحِ /

المدن المدفونةُ تحت الأنقاضِ

ويَنشدني وطني.

         ـ2ـ

إتّقدي يا ناراً تحرقني

يا ناراً تقتلني بالكلمات.

         ـ3ـ

كانت تأتيني عبر الأمواج، قُبيل الصبحِ

وتنتصب أمامي لامعةً كالذهب الخالصِ

وأنا فوق الشطِّ أعانقها بالنظراتِ،

أحدّثها بالنظراتِ

وتهمس لي: أهواكَ

وتأخذني بين يديها الوادعتينِ

تقبّلني،

كان البحر يرانا

كان البحر يغطّينا بالأعشاب المائيّة والأصداف.

أهواكَ: اقترب الآن فما من أحدٌ يرصدنا،

قالت: إقترب الآن لتكتمل الرؤيا المسكونةُ

                   بالحبِّ الأسطوريّ

                   ليرتاح مخاض الشمس.

         ـ4ـ

أغرق في الآهات /

أسقط في شرك المعبودات

في قبرٍ لنهارٍ مات.

         ـ5ـ

ماذا أكتبُ عن عينيكِ؟

فعيناكِ القلم / الحبر / وعيناك الأوراقْ

ماذا أفعل بالشِّعرِ 

وماذا يفعل فيَّ الشعرْ ؟

         ـ6ـ

صار غرامكِ منفى

صار المنفى أنتِ

         ـ7ـ

سأطيرُ على أجنحة الأيام إليكِ

أحمل قلبي باقةَ أزهارٍ جبليّة

أغسل وجهي في ماء الصبح المتدفّق

من عينيك سيولاً أبديّهْ.

يا سارقةً قلبي، لا تختبئي

خلف ضفاف الترحال الوحشيّهْ.

لا تنهزمي!

أيتّها الفاتحة حياتي بشراع العشق المتلأليء

كوني وطناً يجمع أشلائي المنثورةَ

قدّام الغابات.

كوني آلهةً أعبدها

أمتزج بها،

أغمرها بالحزنِ / الغبطةِ / والحبّ الناريّْ

كوني لغةً أنطقها

في هذا العصر الحجريّْ،

ولا أنساها

فأنا أبحث عن لغةٍ أنطقها،

في هذا العصرِ الحجريّ

ولا أنساها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى