في رثاء ملكة القلوب فاطنة المحبوب

المصطفى المحبوب | المغرب

حتى الآن
مررت بظروف سيئة
وحروب بعصي وسكاكين
لكن جناحي
مازالتا في مكانهما
تنتظران قدوم خمر المساء
ونساء جميلات
يحلمن بسهرة أخيرة
إلى جانب رجل قطع مسافات
ليعانق أحبة قدموا له
فيما مضى وجبة حنان..

لم أتقزز حتى الآن
ولم أوصد علي نوافدي
بل تركت الفرصة لكل الأشياء
التي سافرت لتجلب معها
أمطارا بحجم الشعر ..
أما دسائس أعدائي
فتركتها دون مفاتيح بعد
أن وضعت صخرة كبرى
أمام باب بيتي …

لقد كنت
أنا على كل حال..
لم أسرق الورق الصحي وأنا
أتسوق بجانب لصوص جبناء
لم أتبول على حائط الجيران
وأنا عائد ليلا
من سهرة نهاية الأسبوع..
لم أقترض أيادي جيراني
لأنفض الغبار عن فواكهي
التي تعودت النوم في حضني
في الصباح أقبلها وأوزعها
على بائعي الخضار
على رجال متقاعدين
يتمتعون فقط بلعب الورق ..

لم أشك مرة
أن المفاصل التي
اتكأت عليها مستوردة..
لم أشك أنها خذلتني
أو نقلت أخبار غرفتي
لأصحاب الدكاكين
وبائعي مبيدات الحب ..

لقد كنت
ومازلت أنا على كل حال ..
حروبي الصدئة علمتني
كيف أختار الخضار الجيدة
متى أسمح لقلبي بالسفر ..
أما وجباتي
فلا أعدها في العتمة
بل أختار لها توابل مبتسمة ..
وأشعاري
أهديها لرجال مجربين
زاروا مطارات كثيرة
وتعلموا جيدا كيف
يحضرون وجبات الحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى