ولا تقرب دنان التراحم
د. ريم سليمان الخش | سورية – فرنسا
أنفتُ من النتن الكريه المخاصم
لعمرك ما إصطبل تلك البهائم؟!
///
خلاصة تشويهٍ قميءٍ مجرثمٍ
فلا خلقها خلقٌ ولا كفؤ عالمِ
///
محاثات أقوامٍ مسخنَ بغيها
قرودا ولم يلبث سوى الخمّ جاثمِ
///
مثالٌ عن العبريّ في كلّ بدعة
مصابٌ بداء النقص دون التمائم
///
يغير على من بات للكلْم سادنا
بغيرته العميا كأبله واهم
///
إذا قام للسيرك السخيفِ مهرّجا
تجمّع حول الحبل حشد القوائم!
///
نهقنَ بأعلى الصوت تشجيع لاعبٍ
كأنْ في امتهان السخف بعض الغنائم
///
هتفن وأصوات النشاز مصيبة
وقد سكنت فيها نفوس الشراذم
///
فمنهم كما الخنزير بالرجس غاطسٌ
ومنهم كأرتال الذباب المُزاحم
///
ذوت فيهمُ ذات العظام تخلفا
وظنوا حشيش الدمن زاد القواضم
///
يحك بحرف الموز إستَ اقتداره
ويلقي بها طعما لرهطٍ جواثم
///
صعاليك قد لمّوا قشور احتكاكه
وخالوا بها نثرا وشعرا لغانم
///
إذا كنت في عصر الصفاقة قاضيا
رأيت انحطاط الخلق كبرى الجرائم
///
وما خلت أبياتي ستكفي لهجوه
ولكنها أولى البيان المصادم
///
حلفتُ بربّ الشعر والشعر حجة
لأهدم صرح الغيّ فوق الجماجم
///
إذا اضطرمت نفسي وفارت شُواظها
أذاقت سعير الحرف أعتى الشتائم
///
وما حاجتي للذم لكن رأيته
عقابا به يصلى ذميم الشكائم
///
له في قصاص القدح أفضل عبرة
وما رجمه إلا اجتثاث المحارم
///
وقالوا: كلابٌ لا يضرّ عواؤها
ولكنها هرّت لئام التصادم
///
ألا إنّ كأس الشعر بالسمّ مترع
لكلّ دعيّ القول ألأَمِ غاشمِ
///
بلينا بعاهات وحقّ اجتثاثها
لعمرك في التطهير أسمى المكارم
///
خلاصة إسفاف العقول بحقبة
تداعت وسار الجهل بين العقائم
///
و ما كلّ من خاض البحور بشاعر
وما كل من يهوى الحليّ بناظم
////
ألا فاسقهم خمر القصيد بسمّه
ظلوما ولا تقرب دنان التراحم