ليلى العامِريـّـة ُ في بَغــداد

شفيق حبيب | فلسطين

(ما أشبهَ اليومَ بأيّام “عاصفةِ الصّحراء”)

 

مُمَــزَّقٌ أنــا..لا  أهْـــلٌ و لا عـَلـَمُ

تاهت دُروبي وضاعَ الوَعْدُ والحُلـُمُ

///

جَفـَّتْ على شفتي الأشعارُ وانتحَبَتْ

إلهـة ُالشـِّعْر ِ حتى عَضـَّها الألـَمُ

///

جاءَتْ   من َالغـربِ  أرتالٌ  تسانِدُهــا

قطعانُ نجدٍ جِمالُ البيدِ والغَنَمُ

///

و هَرْوَلـَتْ راقصاتُ النـّيل ِ في  مَرَح ٍ

ومن ذ ُرى الشام جاءَ الليثُ وَالخدَمُ

///

أرضُ الحجاز ِغـَدَتْ وَكـْرا ًومُنطـَلـَقا ً

وَالفهدُ من لحم ِقتلى أهلِنا بَـشِمُ

///

فارقص على جُثث ِالموتى فأنتَ لها

واسْكرْ فصوتُ ثكالى نصْرِكم نـَغــَمُ

///

لم تـُخلـَقوا  لتكونوا غيـرَ راحِلـَة ِ

فالذلُّ موروثـُكـُم و الخِزْي ُوالصَّمَمُ

///

و العارُ تاريخـُكم و الفـُسْقُ  يدْمَغـُهُ

من صَحْوَةِ الشعبِ لا يُجديكمُ الندَمُ

///

فالخيـرُ  بالذ ُّلِّ  تأتيكـم مواسِمُـــهُ

في ظلِّ “عاصفة ِ الصحراءِ” والنـِّعَمُ

///

غدا ً  سترحلُ  أحـلافٌ مُدَنـَّسَـــة ٌ

وأهـْلُ بغــدادَ ما لانـوا و ما هُز ِموا

///

هذا زمانـُكِ يا فحْـشاءُ! فانتـَشِري

في شرقِنا يَسْتوي القِدّيسُ والصَّنمُ

///

حِلفُ الثلاثينَ حِلفُ الِّرجْس ِ مُجْتمِعا ً

فوقَ الفريسَة ِ والأعرابُ تبْتسِمُ

///

مـاذا أقـولُ لأشباه ِ الرِّجــال ِ سوى :

لا خيـرَ فـي أ ُمَّــةٍ أســيادُها عَجَــمُ

///

ليلى المريضة في بغدادَ تقتلني

والجُرحُ في صدر ِ ليلى كيفَ يلتـَئِمُ؟

///

مُعَذ َّبٌ أنـا في عِشـْقي ويربطنـُي

بأهــل ِليـلى وتيـنُ القلب ِ والذ ِّمَمُ

///

ساءَلتُ  دارَكِ  يا ليلى  فرَدَّ  صدىً:

أيـّــامُ ليلى عـلى أحبابـِها  غـُمَــمُ

///

لم يبقَ يا دِجلـَتي !جـِسْرٌ أ ُحَدِّثـُهُ

عن عِشق ِليلى فدمعُ المُقلتيْن ِدَمُ

///

باتَ   النـّخيلُ   حزينا ً   نازفا ً لهَبا ً

يُسـاءِلُ الأهـلَ: ما يجري ويحتدِمُ؟

///

رُدّوا  عنِ   الحَيِّ  غِربانا ٍ مُحَمَّلة ً

بالنـّار ِ تحـر ِقُ أغصاني   فتنقصِمُ

///

صُـدّوا الجَـرادَ  الذي  يغزو بيادرَنا

فللدّخيــل ِعلينا المـوتُ والعَــدَمُ

///

ليلى عشيرتـُها في العامريَّةِ ما

زالت على النار ِ تـُشوى والّلظى َضرِمُ

///

طِفـلٌ ذبيحٌ ينادي ثدْيَه ُ مِزَقــا ً

في الرُّكن ِ يبحثُ عن أشلائـهِ هَرِمُ

///

غنـَّيْتُ بغدادَ شمسَ العِلـْم ِ ساطِعَة ً

يا دُرَّة ً في جبين الشمْس تـَنتظِمُ

///

ما جَفَّ ضِرْعُكِ يا بغدادُ! فاصْطَبـِري

يحميكِ في النائباتِ السيْفُ والقلمُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى