الشعوب المستبغلة وسياسة التسكين بالأبواق

سمير حماد – سوريا

على ذمة الراوي: إنه في نهاية الحرب العالمية الأولى، أبحرت سفن تركية من ميناء اسطنبول إلى ميناء أم القصر في العراق تحمل الدعم إلى الجيش العثماني الذي كان على وشك الهزيمة.
كانت السفينة تحوي أعتدة وأغذية وكمية كبيرة من البغال؛ ولأن علف البغال كان قليلا على ظهر السفينة فقد كان المسؤولون عن رعايتها يطعمونها مرة واحدة في اليوم.
وفي وقت الظهيرة  (يُنفخ  بورظان) كالبوق إشارة للبدء بتقديم العلف للبغال الجائعة، ولهذا كانت البغال تستعد للطعام عندما تسمع صوت البوق  فتهدأ منتظرة العلف.
وأخيراً  نفد العلف وشعرت البغال بجوع شديد بعد أن تأخر صوت البوق فهاجت وماجت إلى حد الجنون. فشرح الضابط بذعر وضعها للقبطان وهياجها الذي يهدد بغرق السفينة؛ فطلب من الضابط  أن يعيد النفخ في البوق، ومع سماعها صوت البوق يعود الهدوء إليها فتهدأ وتسكن في انتظار العلف.
فلما مضت ساعات ولم يأت العلف هاجت وماجت من جديد فأمر الضابط بنفخ البوق من جديد، فسكنت البغال ثانية، ثم بثالثة ورابعة إلى أن وصلت السفينة وعلى ظهرها البغال سالمة إلى ميناء أم القصر .
أعتقد أن الأنظمة العربية استخدمت هذه الطريقة، وما يزال بعضها يستخدمها مع شعوبهم المُستبغلة.
فإلى متى سوف تستمرّ  هذه الطريقة صالحة  لتسكين الشعوب واستبغالها؟!
إذا كانت هذه الطريقة صالحة بالأمس فهل ستكون صالحة اليوم بعد كل ماجرى، وبعد كل تلك المقدمات، وما آلت إليه من نتائج؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى