وهكذا يتحقق الهدف

سمير الجندي| فلسطين

يا إلهي. منذ أن عبد الآباء اللات والعزى. ذبحت قيم القوم بيد الأوغاد. فكم أنت رائع يا سيدي! في شهر الصيام تحدق في النجوم وتشعر بالقلق إذا خفتت أصوات العصافير في أسبوع الآلام. الطاهية الغجرية تتلقى الأوامر بإعداد الطعام لقوافل المهاجرين الذين تركوا عويلهم تحت العشب في روابي المدينة العتيقة… يسمع أنينهم في وادي قدرون، ومن ثم يسمع في السماء تحت ظلال الطاغية… هناك تصعد أنفاس الملوك والفقراء معا… تعصف بها رياح الموت… وهذا المعري قد صنع رؤيا عميقة. صاغها بأسلوب الجمع. وأدرك أن النفس عندما بيدك ترفعها أو تذلها. فامرؤ القيس يرفع لواء الشعراء بالنار… فمن يرفع اللواء في الفردوس الأعلى غير المعذبين الصابرين الذين يزدادون في الموت إلحاحا! فكل الموارد الدنيوية زائلة.

إن كنت تحسن الخياطة وغرس الكرمة والزيتون. وتصنع طائرة ورقية أو معدنية.. فيجب عليك أن تقدم نفسك كما يليق بهذه النفس من إلهام.

لن يخطيء ظني بك أيها المارد الطفل الذي صنع من زجاجة الحليب قذيفة على رأي نزار… نحن لا نرتبك. ولا نخلق الأشياء. لكنني أحاول جمع شتات الأمور الدقيقة اليسيرة.. وهذه الأيقونة العزيزة لامرأة تحضن زيتونها، معلقة في الكنيسة قرب المهد الملقى تحت السراج النحاسي… فأضيء شموعك يا ولدي. وانظر نحو القبس في نهاية الطريق الوعر. المعبد بألوان العذاب… ولا تضعف. ولا تكابر. وكن جزءا من ذلك الكل الذي يصنع النصر.. يخيل إلي أنك تتذكر كلماتي. ومن خلال ابتسامتك الناعمة أعرف أنك تتذكر.

أنا كما كنت دوما أوقع أن تكون ذا شأن… فأنت تصنع خيرا بأي ظرف وبأي موقع. فقل ما تقول ففيه الذكاء برغم من سذاجة الحال… فأنت كما عرفتك متعلق بما تقول… وهكذا يتحقق الهدف…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى