من مشكاة النبوة
سعيد بن علي بن هاشل اليعربي | سلطنة عُمان
ما يذكر المرء يا مولاي أو يدع
يكبوا الجواد إذا وافاك بل يقع
///
الحب فيك سماوات مشرعة
وفوقها أنت دون الخلق ترتفع
///
تلك السماوات نور الله حارسها
وأنت فوق مقام النور تستمع
///
ما خطه قلم الأقدار أو كتبت
أيدي الكرام وما في اللوح ينطبع
///
الله جل جلال الله مطلع
عليك إذ أنت في الأسرار تطلع
///
قد ارتضاك رسولا واصطفاك هدى
من كوثر النور ما تأتي وما تدع
///
وفيك وحدك هذا النور متسق
وفيك وحدك هذا الحسن مجتمع
///
ما أبصر الناس شخصا كاملا أبدا
إلاك يا سيد الأكوان أو سمعوا
///
إن ضاقت الأرض ذرعا وهي ظالمة
ففي السماوات يا مولاي متسع
///
أقول للأمل الممتد في رئتي
وكلما ازداد قربا منك يتسع
///
في كل جارحة مني أرى رئة
تنفس النور يغشاها فتنصدع
///
رفقا بما في حنايا الصدر معتمل
قلبي يكاد بنور الشوق ينخلع
///
يا نور كل جمال في مخيلتي
يا من بسيرته الأرواح تنتفع
///
يا عطر أنفاس ما في الكون من زهر
يا واحة عن مداها الحرف ينقطع
///
أكلما رتبت للشعر قافيتي
بيتا رأيت بناء البيت ينقشع
///
ماذا ستكتب لا معنى سيسعفها
ما في المعاني لوصف فيك ما يسع
///
بوأت أمتك الوسطى مكانتها
نزعت من دائها ما ليس ينتزع
///
آسيتها بدواء العدل فانقلبت
كما تشاء على الإيمان تجتمع
///
أخوة الدين ما أبقت لذي بطر
قولا يقال وما في هدمها طمع
///
فيا أبا ذرْ دعها إنها نتنت
ويا بلال ارتفع فالحق مرتفع
///
وا سوأتاه أضاع القوم منهجهم
فلا أبو ذرْ بالتوجيه ينتفع
///
ولا بلال إذا نادى سيتبعه
من كان حي على الإيمان يتبع
///
فالمسلمون فريق ضل مسلكه
يسوقه للفنا باغ ومبتدع
///
المال بغيته أو شهوة عميت
طوفان بغي جذور الأمن يقتلع
///
وآخر بضلال الجهل مفتتن
بكل ما أنتج الكفار منخدع
///
يا سيدي الفتق أعيى كف راتقه
وكلما مرّ يوم صار يتسع
///
كأنما خنجر في خصرنا زرعت
فأنبتت ألف جرح كلها وجع
///
فكيف ننتظر النصر المبين وما
من وازع بيننا عن منكر يزع
///
إن مات طاغية قلنا لطاغية
هذي الديار فسلمها لمن طمعوا
///
مبايعون على خسران أمتنا
مدجنون بدرع الخوف ندّرع
///
في كل شبر وأضحت بعض أروقة
نيران حقد ببؤس الناس تندلع
///
والقائمون بأمر الناس بعضهمُ
لاهٍ وبعضهم أطغاهم الجشع
///
والحاملون لجين الخلف في دمهم
سادوا ونحن بسوط الخلف نلتسع
///
كأنما في عرى الطاغوت مؤتزر
ووحدها عروة الإسلام تنقطع
///
كأننا أرضعتنا الذل ساقطة
ورفعة واعتزازا قومنا رضعوا
///
أين الرجال من القرآن موردهم
أكلهم عن هدى القرآن قد رجعوا
///
أكلهم خالفوا هديا أتيت به
أكلهم لجموح النفس قد ركعوا
///
واها رسول الهدى هذا الضلال دجى
متى عسى عن عيون الناس ينقشع
///
أقول للنور في مسراك مؤتلقا
وللسماوات بالأنوار تضطبع
///
وسدرة المنتهى اليغشى جلالتها
من رهبة الله ما يغشى فتنصدع
///
وللفؤاد الذي الرحمن ثبته
لم يكذب القلب ما الأبصار تطلع
///
أقول يا رحمة الباري وهيبته
يا من هواه بقلبي الآن ينطبع
///
عفوا فأمتك الوسطى تبيع هوى
وتشتري سيدي إن بارت السلع
///
ويوم كانت من الفردوس سلعتها
ما كان فيها لباغ سيدي طمع
///
يا رحمة الله هبي في ضمائرها
طوفي سماها فإن الحق ينتزع
///
من ينصر الله إن الله ينصره
ولو عليه جموع الناس تجتمع
///
يا سيدي فزعت للجرح قافيتي
وها صحابي معي يا سيدي فزعوا
///
لله أضرع أن تستل أمتنا
أضغانها ومعي في شعرهم ضرعوا
///
فما لنا حيلة إلا قصائدنا
مدافعا ترجم الباغين إن طمعوا
///
اللهم فاجعل لنا من أمرنا رشدا
وسدد الرمي إن القوم ما ارتدعوا
///
ومر بلطفك روح القدس ينفث في
روح البيان الذي بالحق يرتفع
///
سحر فهبني عصا موسى لأردعه
يا رب يبطل ما قالوا وما صنعوا