تمسك ضفة أخرى بالنظر

نداء يونس | فلسطين

وحده يعرف
كيف يعيد الضفة
إلى المجرى …
الروح حجر أسود،
لا أريد لهذا الحجيج
أن ينتهي…
تستقر في كفه،
الانهيارات.
كلام أم شظايا؛
وحده يفهم هذا الكولاج.
الوقت، ساعي بريد،
أما نحن
فنقيس المسافات بالذهول.
تركة، لا نحسن اقتسامها
الحظ.
الصوت،
هكذا يكتفي الوصول.
تتكلم، ليس كزرادشت
ولا كبوذا،
الكلام الذي يأتي من غيبوبة
ويكتب الغيب
لا يعرفه الفلاسفة أو الأنبياء.
مثقل وقتي بالأمنيات
ثقيلة
مساءات الذبول.
ظلال الفزاعات طريق باتجاهين:
يباس القش
أو اخضرار الحقول.
لا تعرف مومياء في متحف عمرها
إلا بمقدار ما يعلوها من غبار،
ولا ترى وجهها
إلا في انبهار العاشق.
تجر الخيول عربة السباق
دون أن تنظر خلفها
دون أن تنتبه ألى ما يسقط
ودون أن تتوقف
إنها حيادية تماما أيضا
تماما كالتعاليم
إذا ما قرر السائس الانتحار.
كيف تعبر المياه ذاتها؟
تشمر عن ساقين من رخام
إم تكتفي بالتحديق
فيها؟
تمسك ضفة أخرى
بالنظر.
تضيع الغيمة التي ترعى وحدها
يضيع الذئب
الذي يرعى السماء.
تقشر الأغضان ذاتها
بالذبول.
لم أكتب في هذا النص عن النار
التي تحرق الآن يدي
التي تشمر عن ساقين من نحاس
وتعبرني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى