سينوغرافيا عدنان العمري

عدنان العمري | شاعر من الأردن
(كالنصب بالمدائن قلبي بأزرقك)
زاجل المواويلِ
عراقيًا يمرّ بالصباحات كان قلبي
و مثل هيلٍ يرتب فصاحةَ الشاي ..
فمن درَّبك تنثرين شَعرك
إلى النوافذ في زرقة الطريق وقلبي
حتّى تشيّأتُ و القلب أغنياتٍ
تعتاد مزاج النيل والليل وخصرك …
وأحنّ لو تجيء
دعوة نافذةٍ من أزرقك العفيّ
كي أجيء من هواء البحر
وبملء إغماضة العازفين
أراك منتهى الكونتراباص ..
أطوقك
وأُناغم أصابعي مع وترٍ
يهتزّ على خصرك ..
أهتزّي الآن فاللحن جدُّ شقي ..
و أُشهدكِ
أنّي وعلى عادة الهواء الطيب
أُربِّ لك أصابعي هفهفاتٍ
تمرّ بشعرك
فأحنّ لو يأذن الساتان
لشغب الهواء مرةً…
وأجرب القلب نسمةً
تقنع المساء بالّلين على خديك
وأفوت أفوت
في مسامك مهلهلَ القلب
يصيبني المسام في رؤاي …
وأطلع كأنّي غيري
الآن
أنا والداخل منّي إليكما
وأنت والمسام
في قبضة الليل…
وها أنا إليك
لمّا بسطوة إنو شروان يداك تحكمني
أحطّ أوّل الحبّ
القلبَ إيوانًا
يقطع رتابةَ القيان فيه
صوتك العارف ضعفي …
وآخر الحبّ
لمّا كآلهةٍ متعبة تتوسدين صدري
أحطّ الصدر معبدًا
يعلو منابره حفيف شَعرك العرقان وتباركني أنفاسك وأوراد اسمك…
يا بعض لغات الله الحسنى
هل يفهم هذا الشيء
الواقف بين ضلوعك
أنّي والقلب المشلوح ببابكْ ..
كحروف العلةِ قد نحذف
لو رفض الحاجبُ قلبي
بالنهي المطلقْ..
أعني جداً خوفك من
إشراع الباب على الحبِّ ..
نحن الريحُ التي وشايةُ الرفاق
ما هجَّرتْ منّا طيرًا
لا ولا أجفلت لنا مركبْ ..
فتعالي بموهبة الليل
نكايةً و طليقةً مُسِّي جنوني
ثمَّ مغامرةً جربّي
قُبلةً على عروقي…
ذا جسدي الذي نبيٌّ على الصلبان
حين القيرواني يداك..
وقلبي سؤال الأنبياء
لمّا عصيّةٌ أمزجتك على التعليل ..
فأطوي
بالقلب مزاجك
وكأني عبء المراكب
في ماءٍ يجنح إلى الحرد ..
قلبي الذي أوَّال
وصدرك في شغاف الأزرق
واضح التأويل ..
فلمّا قال الأزرق النبيل
كل شيء فيَّ يحترف الغموض
قلتـُ
بعض الذهولِ تقتله زرقةُ الوضوح…
فقال
أُبْدي للضالعِ بالسرّ فتنتي وأخفي .
فقلتـُ
قلبي الذي سهوم الدراويش
يغترف القصدَ من فوق الماء
و يجسّ ندى وردتين
شهياتِ السطوع …
سطع اللذان
مسوَّرانَ فأشرقا
ومضان في وضح السّطوع وأبرقا ..
الفرقُ بين الساطعين رسالةٌ
والشّعر ربّهما
تدلّى أزرقا…
وليَ النبوءة ما تراءى بعضه
بالمُشرقين
كليمَ ربٍّ صدّقا ..
لله من صنع الضياءَ بصِبغةٍ
فبدا شفيفًا
بالمزاجِ ورائقا…
لله ما فعَل القميص بزرقةٍ
في ناهدي
فِعْل الجدير الواثقا…

فقال شيخ الطريقة
إنّ جدولاً يبلغ من الماء سن الرفد
تدشّن له الضفاف دربًا يفْضِي
قلتـ
ليس إلى المرافىء
لو أتعب الماء جسد السفينة
طريقٌ سوايَ
ها أصابعي بلغت من الماء نهرًا
وبين أصابعها زوارقٌ عطشى
كلانا الآن نهوي
كلّما اعتنقت الأصابع
دين الجسد
للجسد ذاكرة قلتُـ
والحبّ لمسًا لا ينسى …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى