كانت أمي
فايز صادق | مصر
نسمة ريحانٍ من نيسان
تعبق في وجهي عطرا
تفتح عين الصبح على شباكي
زقزقةٌ من أحلام الليل
وموسيقى فرحٍ في قلبي
جيتارٌ لا يحمل وترا
كانت تحكي كل مساءٍ قصة حبٍ
صرت كأني بطلٌ فيها
أملك مدناً فوق القمر
وأسبح في أعماق البحر
وأمضي فوق بساط الريح
فأبني جسرا
كانت أمي
هدأة ليلٍ بعد زعيقٍ يدمي صفوي
أفقٌ ممتدٌ بين أماني الغربة
يعلو يعلو يرسم فجرا
حاكت ليلي أملاً طُرز بالأشواق
وحلمٌ أني سوف
أوازي هام البدر
وأني أخطف فوق الخيل
عروس البحر
وأني رغم هطول الخطر الداهم
في أحراش مدارج دربي
سأعود مهابا منتصرا
في ظلمائي
يذهب همي
إذا ما مست يدها رأسي
يبرأ سقمي
في منديلٌ أشبع بالخل
وطُرِز بالدعوات
تماوِج نهرا
خاشعةٌ تخطر من حولي
حتى أن يغشاني النوم وأسبح في
أحلامٍ تترى
وتدور بخلد استرخائئ
أطيافٌ مالحة الذكرى
فى العقد الثاني من عمري
يحكى أن شموعا قد أطفأها الريح
وحل ظلام
خيطت بدم الصبر تميمة
غرست حلما داخل قلبي
أثمر مدنا من إيمانٍ
وكسا ساعد آتي العمر عزيمة
لهجت ألسنة وشفاهٌ
كانت مئذنةٌ من طهر
وحروفٌ من آي الرحمن
وفيضٌ من نهر الريان
فيخجل قلبي
كيف أواصل فيض النور الصادر عنكِ
كان لزاما أنى سوف أقدم عونا
للمكروب بليل الضنكِ
أني أملأهذا الكون عبيرا
حتى يشهد هذا العالم
أني منكِ