الضَّميرُ

علي موللا نعسان | سورية – النرويج

 

ضَمائِرُنا تشحذُ متونَ الغاياتْ

إرهاصاتُها تجولُ حائِرة

وأحاسيسها تصولُ  ثائرة

 وألسنتها  تتسّاءلُ عن مصيرٍ 

يمدُّ ذَيْلَهُ نحو الردى

و وعكةٌ تقفو قطاراً  موعودْ

وصفٌ ينأى في وابلِ المخيلة

و صورةٌ تتقاذفها خفايا الريحْ

حياة تلثمُ الظلمةَ في النوى

وسطَ أشجانِ الرؤى المتفاقمة

 و ممراتِ الآمالِ الناقمة

مروراً إلى يراعِ وعدٍ منشودْ 

  بين بساتينِ العشقِ الأبية

ورودُ الزنابق تتهامسْ

على تخوم النرجسْ

و شقائقُ النعمانِ ترتعشْ

عبر آلام الربيع المعنى

على وجوهٍ يعلوها ابتسامُ الوليدْ   

نعمةُ الآمال تسعى إلى شغفْ

 و نوح الجمال يواسيه الشظفْ

 في شهيات  الرغد و الطموحْ

مع ثمار  لا تعبأ بما يخبئ القدرْ

و أوراق لا تسقط بهطول المطرْ

و فلولُ عطرٍ تنسابُ في الوجودْ

لا سطوةَ على أماراتِ الضميرْ

فهي حبيسة العقلِ و المقلْ 

مذهلة الأحاسيس و العواطفْ

 بوحُها  يرفلُ بالصَّبر  و العزيمة

و طيبُها من برعمِ  الوجدِ يولدْ

في غصنٍ فتي على حجرٍ أملودْ

فكلّما تحلَّى القلبَ بالسكينة

كانت مشاعرُهُ دفقاً من أريجْ

بالألحان  تزكى و بالنبض تمخرْ

عبابَ الأنينِ نحوَ هزيمِ الرعدْ

و في طياتِهِ عزمُ همةٍ  تجودْ

في رياضِ الوجدانِ الموعودْ

و فوق جبينِ الورى غيمةٌ تعتلجْ

و غيثُ يسعى إلى ترابٍ متعطشْ

إلى حفيف الشجر الموشى بالأمنيات

 و عطر الرؤى المستحيلْ

و رقص يلعق ذؤابات الوجد الرؤومْ

  ممتطياً جواد الأمل المعقودْ

20-7-2020 Oslo

Ali Molla Nasan

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى