سوالف حريم.. الغيرة التي وحّدت نساء الحارة

حلوة زحايكة | فلسطين

تذكرت هذا اليوم قصة رواها أحد الشيوخ ذات عام مضى، مفادها أن أحد شيوخ العشائر في بلدتنا اشترى “سترة جوخ” والجوخ كما ورد في معاجم اللغة: “نسيج كثيف من الصُّوف” وارتدى شيخنا سترته وعاد إلى بيته، فرآه راعي أغنامه، وطلب منه أن يشتري له سترة جوخ كالتي يرتديها، وإلا فإنه سيترك العمل عنده، فخلع الشيخ سترته وقدمها للراعي وهو يقول: يحرم عليّ ارتداء الجوخ بعد هذا اليوم.
تذكرت تلك الحادثة عندما رأت نساء حارتنا امرأة منهن وقد ارتدت ثوبا أنيقا مطرزا، فسألنها عن المحلّ الذي ابتاعت منه ذلك الثّوب، ولم يمض أسبوع وإذا بنساء الحارة قد اشترت كل واحدة منهن ثوبا مثل ذلك الثوب، فظهرن مثل تلميذات المدارس اللواتي يجبرن على ارتداء المراييل الموحّدة لونا وشكلا.
ضحكت في داخلي عندما رأيت ذلك، وتذكّرت مثلا كانت جدّتي التي أحمل اسمها تردّده كثيرا وهو “لولا الغيرة ما حبلت النسوان”، وقررت أن لا أشتري ثوبا كذلك الثوب الذي استهوى نساء حارتنا، وسأضحك أكثر إذا ما انتقلت عدوى الغيرة إلى نساء الحارات الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى