إدريس جماع بين إجماع النقاد وإشادة العقاد

بهجت عيد | مصر 

إدريس جمّاع هو شاعر سوداني ولد فى مدينة (حلفاية الملوك)(١٩٢٢- ١٩٨٠) تعلم في مصر وتخرج من كلية دار العلوم وله ديوان وحيد بعنوان: (لحظات باقية) وأُطلق عليه لقب «ابن النيل» لحبه الشديد لجمال الطبيعة والنيل
ادريس فقد عقله وقضى عمره فى مصحة نفسية، بعد قصة حب فاشلة تعرض لها، كان مرهف الحس كثير التأمل فى الجمال احب بكل احساسه وجوارحه ولكن لم يستطع الفوز بمحبوبته وذهبت الى غيره وعلى إثرها هام على وجه في الطرقات تائهًا، وهو الحال الذي لم يسر ذويه وحاولوا أن يعالجوه في الخارج.

وخلال تواجده في المطار للعلاج فى الخارج أُعُجب بامرأة كانت أمامه برفقة زوجها، وأطال فيها النظر، ما دفع الزوج إلى محاولة منعه من ذلك وغار الزوج وظل يغطى فى زوجته وعليه أنشد إدريس:

«ﺃﻋَﻠﻰ الجمال ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ ؟

وﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ

ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ

ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌﻧَّﻰ

ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃنتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ

ﻭﻣُﻧَﻰ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤﻧَّﻰ

أﻧﺕِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ لنا

ﻭﺍﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋﻧَّﺎ»،

إشادة العقاد
كان إدريس محظوظًا بنيل إشادة الأديب الراحل عباس محمود العقاد، والذي سمع الأبيات التي ألفها في المطار خلال سفره، وعند سماع العقاد للابيات اعجب بها وطرب لها ايما طرب وسأل عن قائلها وحينما أخبره المقربون بأن منشدها شاعر سودانى يتواجد في «مستشفى المجانين» قال بحقه: «ﻫﺫﺍ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﺫﻭﻭ ﺍﻟﻔﻜﺮ!».

اجمل واروع بيت غزل فى العصر الحديث

إدريس جمّاع فى لندن للعلاج
الطريف أن أمر إعجابه بالنساء امتد رغم ما تعرض له عاطفيًا، ويُروى عنه إنه كان مفتونًا بعيني ممرضة في لندن فى المستشفى التى يعالج بها، وعندما أطال النظر فيها أخبرت مدير المشفى بما حدث، وأمرها بارتداء نظارة سوداء.

الغريب هو أنه بعدما ارتدت النظارة أنشد إدريس:

«ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻤﺪِ ﻻ ﺗُﺨﺷَﻰ ﻣﻀﺎﺭﺑُﻪ.. ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍلحالتين ﺑﺘّﺎﺭ»،

وﺣﻴﻦ ﺗُﺮﺟﻢ لها ما قاله ﺑﻜﺖ من فرط تأثيرها بما قال

موقف النقاد منه

تم تصنيف ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ من النقاد كأبلغ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.

شاعر البؤس والحظ السئ

يقول عنه الكاتب ياسر غريب: «طارد البؤس إدريس جمّاع حيًا وميتًا، حتى أصبح الرائح والغادي ينشد له أشهر أبيات البؤس»، وذكر بيتًا له يقول فيه:

«إنَّ حَظّي كدقيقِ فوقَ شَوكِ نَثَرُوهْ..

ثمَّ قَالوا لحفَاةٍ يومَ رِيحٍ: اجمَعُوه..

صَعُبَ الأمرُ عليهمْ، ثمَّ قَالوا: أتْرُكُوه..

إنَّ مَنْ أشْقَاهُ رَبّى؛ كيفَ أنْتُمْ تُسْعِدُوه؟!».

خاتمة؛
هذا الموضوع له تتمة فى المستقبل ان شاء الله والجزء الثانى له سيتناول أعمال ادريس جمّاع بالنقد والتحليل ورأى النقاد فى اعماله
حزنت لما وجدت ان الكثيرين لا يعرفون عنه شيئا رغم فحولته الشعريه وتقدير النقاد له

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى