أدب

“قارئة الفنجان”

رؤية فنية

خديجة إبراهيم | المملكة العربية السعودية 

تلك المعزوفة التي تشربك حتى آخر نقطة فيك
من مقدمتها الموسيقية الفارهة وحتى آخر مقطع بها تجدها تحتلك رغمًا عنك

جلست والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوبي
قالت ياولدي لا تحزن
فالحب عليك هو المكتوب ياولدي

دهشة المعنى ودقة الشعور في للجلوس والتأمل استشراف الغد في كوب قهوة..ترهات يتعلق بها العاشق في لحظات الفقد..عله يستشف القادم والحبيب الغائب في خطوط كوب قهوة.

بصرت ونجمت كثيرًا
لكني لم أقرأ فنجانًا يشبه فنجانك
بصرت، بصرت ونجـمت كثيراً
لكني لم أعرف أبداً أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمضي أبدا
في بحر الحب بغيـر قلوع
وتكون حياتك طول العمر،
طول العمر كتاب دمـوع
مقدورك أن تبقى مسجوناً
بين الماء وبين النار

يال فداحة الانتظار وشقوة الروح
بين دوامة وصراع يتجاذبانه
انتقال سلسل في المقطع الثاني وموسيقى رشيقة تجاوب على كل الصراعات..

فبرغم جميع حرائقه، وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار
الحـب سيبقـى يا ولدي
أحلى الأقدار، أحلى الأقدار يا ولدي، يا ولدي

هنا كانت الكلمة واللحن كالمطر الذي يهطل على الأرض العطشى بأمل يرطب الروح ويهدئ من روعها..الحب سيبقى أحلى الأقدار ياولدي..!

في ثنائية فارهة ممزوجة بدخول الكمان والطار
مع تناغم فريد بين الكلمات واللحن آتى متكهنًا بماتؤل إليه الروح من فتنة تتربص به..!
بحياتك ياولدي أمرأة عيناها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود
والشعر الغجري المجنون
يسافر في كل الدنيا
قد تغدو امرأة ياولدي
يهواها القلب هي الدنيا..!
وما إن هدأ القلب حتى عاد للصراع واليأس
بين كلمات وعزف في ديباجة متناهية الاحساس والرهافة حتى تتركه صريعًا للجمال والدهشة.
لا أسميها أغنية بل اسطورة من الكلمات واللحن من بدايتها حتى نهايتها..
إنها قارئة الفنجان الساحرة بكل فتنتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى