لا أُبالي
شعر: د. زينب أبوسنة
أَنا لا أُبالي في الحياةِ
بمَنْ يروحُ ومَنْ يَجيُء
ومَنْ يعودُ ومَنْ يَفرْ!
وبمَنْ يَبوحُ ومَنْ يَنوحُ
ومَنْ يَجودُ ومَنْ يَضِنْ!
وبِمَن يُزيِّفُ في المشاعرِ
أو يُجاهرُ بالعداوةِ
أو يُسِرْ
يَمضي الرَّبيعُ مُلَملِمًا أزهارَهُ
وأَنا رَبيعي لا يَغيبُ
ولا يَبيدُ ولا يُمَلّْ
أَنا زَينبٌ
أُختُ النَّدىٰ
هَمْسُ الصّباحِ
إذا تهادىٰ أو أَطَلْ
أنا زينَبٌ
بنتُ الرُّبىٰ
نَفَسُ النّسيمِ
إِذا أَهَلْ
أُهدي عَبيري
للمُريدِ إِذا وفا
وإِذا صَفا
وأَتىٰ رِحابي
صادِقًا
كي يَستظِلْ
فأنا رَبيبَةُ
مَنْ أقاموا للدُّنىٰ
صَرْحَ النَّجابَةِ
والعَطاءِ المُستَمِرْ
بِنتُ العَفيفةِ
والجَوادِ
سَليلةُ
الشّرفِ الأَغَرْ
نَبعُ المَكارمِ
والمَعارفِ
والمَعالي والنُّهىٰ
والحُرُّ حُرْ
لا .. لستُ آثارًا
علىٰ رَملِ الصحارَىٰ
لا تَدومُ
ولا تَقِرْ
أَنا
كالجبالِ الرَّاسِياتِ
أَصالةً ضَرَبَت
بأَعماقِ التُّرابِ
وهامُها طالَتْ
سَماواتِ الشُّموخِ
فلا تَذِلْ
طرَحَتْ نَضِيدًا
مِنْ ثِمارٍ
بَعدَما
رُوِيَت بِماءِ الغَيْبِ
والسَرِّ الأَجَلْ