سوالف حريم.. يا أمّ الفيس

حلوة زحايكة | فلسطين

في زمان مضى سمعت أغنية شعبية، يتغزل فيها الشاعر بمحبوبته فيقول:

يا امّ الشِّعور على الظِّهور أربع ارطال ووقيّه

إمّي قِدرتْ ع  إمِّك، كبّت ع  راسها  الصّينيّة

فتخيّلت ذلك الشاعر وقد عاد من قبره حيّا، فتجوّل زائرا في بيوت قريباته أوّلا، فوجد كلأ منهن تجلس أمام الحاسوب أو تضع أمامها “آيفون”، وتفتح على صفحات التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” ورآى الواحدة منهن تضحك أحيانا وتغضب وتشتم أحيانا أخرى، تماما مثل المجانين، وإذا ما تكلّم طفل من أطفالها أو طلب منها شيئا، أو صرخ الرّضيع جائعا، فإنها تصيح به زاجرة له.

لكن ما يلفت الانتباه أن بيتها خالٍ من النظافة، والغبار يعلو كلّ ما فيه، والمحزن أن زوجها وأطفالها يعانون من أمراض في الجهاز الهضمي لأنهم لا يتناولون إلا وجبات سريعة “ساندوشات”، بعد أن هجرت المطبخ. والويل والثبور للزوج البائس الذي ما عاد قادرا على الاحتجاج أمام الزوجة “الفيسبوكية”، والتي ما عادت تعرف واجباتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى