أتَّهم الاستعارات

عزيز فهمي | كندا

لا قدرة لي
سوى أن أتهم الاستعارات
التي تحاكي الفراشات المنتحرة
عشقا
أحاكم التشابيه الكاذبة
فلي من دلائل اليقين
خبر مرفوع
دون ابتداء
ولا شاهد
لي أسرار التورية
في خوابي المعنى
لي تنافر الطباق أمام حيرة شفاهك
لي وداعة الجناس
كلما هذب رموشه
وارتدى سحنة الهمس في كلامك
ولي هذا الحماس في القصيدة
سأقول كما قال ساعي بريد بابلو نيرودا
هي الاستعارة يا “بياتريس روسو”
..”Amore”
وغيرك ضباب لا يمطر
فأصرخُ كزوربا
كل  النساء نساء
لكن لا امرأة تشبه أخرى
وليس لكِ مثلك
هي لغة السمك في شباك صياد
أتعبه الملح في المفاصل
وأنهكه المجذف
هي الجملة التي تحرك السفن
فوق الموج
حين يفر المد من جزر هادئ
وهي البياض في منقار نورس
يحلم أن يبني عشه من الزبد
آه يا ابولينير Apollinaire
كحل العين يسكر أكثر
كحول ديوانك حمراء
كالزمن حين يحرق
ولا يحترق
فأعد صياغة العنوان
دُلَّ الكأس على كف القدر
كي تَثْمل الكلمات
تدل عليَّ وحدي
أكثر
أصيبت الأزهار بالشر
في حقول بودلير الشعرية
على جبين قصيدة الإيقاع
وخصر قصيدة النثر
مات النحل في نحيب الرحيق
لا عسل بعد الآن
في العسل
ساء الفهم
بين خيط أبيض
وآخر أبيض
فظل الأسود يفتل من الليل هوية
ويضحك كقط في الظلام
حين عجزت الإبر عن رتق الجراح
عن تهدئة لسعات الوجع
شاخت الأغاني
في أحشاء ناي
أبكته كمنجة لاذت بجذع الغجر
سأمنح لأصابعي مهنة أخرى
اجعلها شموعا تنير عتمتك
وحين يصبح صباحك
أسلمها للشرطة
كي يفتش في بصماتها
عني وعنك
فأتهم كل آلهة الحب
أتهمها
أمام سوفكل
وأرسطوفان
أمام أرسطو
وأمام هذه الجوقة
التي في الشوارع
كل يوم
تتكاثر وتتسع
أتهمها
بخيانة نبض قصيدتي
وخيانة سقراط
لأني لا أعرفني بدونك
أنا المتهم في حبك
بحبك
يا بحيرة لامارتين
هبيني بعضا من دمعك
وسكينة تشبه موجك!
فإن بنيلوب
منحت قوسي لغيري
غرست النبال في غدي
بقرت سفينتي
كي تمزح بالطوفان
تسخر من أشرعتي المثقوبة
تبتسم للريح
حين تغرقني
بغمزة عين تدثرت بأهداب الغجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى