سِحرُ الأبيض.. قصة قصيرة

 

عماد أبو زيد | كاتب مصري

على درج نفق شبرا الخيمة تقعد سيدة تستجدي المارة، إلى جانبها طفل يرتدي قميصًا أبيض، يشغلان مكانـًا لا بأس به من الحيز المخصص لأقدام المارة. أحيانًا تتبدل الوجوه؛ فألحظ سيدة أخرى تُحيل نظري إلى بقعة حمراء أو إلى ضمادة على ساعد طفلها أو أرى رجلاً يضع جبيرة لساقهِ، ويلفها بالشاش. وأحيانًا تقوم المرأة بتمرير أنبوب شفاف من البلاستيك – بهِ سائل أصفر أو أحمر- من بين فخذيْ طفلها، ينتهي بكيس بلاستيك، يتبدى لعيني كأنهُ قسطرة طبية يعيش بها.

اللون الأبيض أَراهُ أيضًا في زي رجال الدين، والأطباء، والممرضـين، والمرضى، وملاءات أَسرّة المستشفيات، وملابس الإحرام، وثياب العُرْسِ، وأكفان الموتى.

نجوى كانت تقول لي:

– أنت جميل في القميص الأبيض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى