محض اقتراحات

عزيز فهمي | كندا

[1]
هل تخيلت أن تكون قصيدة
في فم شاعرة؟
شاعرة تتقن النطق
بأدوات الجر
وحروف العلة
تجعلك مضافا دائما إلى عطرها
تضع خلف كل كلمة تقولها
شرطا
وقَبْل أن تقبل بك أغنية
تضع جيشا من أفعال الأمر
وسلة من بيض النهي
وحين تشكل صورة لك
من تضارب الأبيض والأسود
حول أهمية الرموش في القصيدة
تعلق كالجدات في القرى
تعلق تعويذات  على مبسم السؤال
تَحْبِكُ لكَ تشبيها لا وجه شبه
يقبل تجاعيده
فيبقى أسير قناعه
شاعرة تقرأ في كف اللغة
ما يخفيه المبنى
حين يفشي البيان حيرة البرهان
في جمل مصابة بسكر المعنى
في حانة العرفان الغاصة
بشرود الذاكرة
فتجعل من إيقاع الخبب
لحنا يناسب الرقص معك
تشعل النار في أوصالك
تنسحب في تورية قزحية الأقنعة
تتركك تحت أقدام استعارة مجنونة
يحتويك مجاز
ينزاح عنك
إلى غيرك الذي يسكنك

[2]
هل جربت أن تكسر مرآتك؟
فتبحث عنك في الشظايا
تعيد تشكيل وجهك على مزاجك
تضع مكان فمك أذنيك
ومكان أذنيك أذنيك
لا حاجة لك بالفم
فبدون الكلام
تصبح إنسانا سعيدا
تغرد الطير في عش شيبك
فتطير كظل
تبتعد عنك
وتقترب منك
حسب بريق عينيك
[3]
هل جربت أن تكرهك
ولو لوقت قصير
كلما وافقت على شيء
لا تريده
ورغم ذلك توافق عليه
وأنت تبتسم
كمعتوه فقد بلادته
نصيحة ستساعدك
على تجاوز محنة عذاب ضميرك
المتصل حين ينفصل
حين تصاب بحالة كرهك لك
كهذه
غيِّر قبعة “الدجين” التي تضعها على رأسك
لمدة أسبوع أو أكثر
بقبعة من الصوف الأبيض اللون
ستتخلص مما يعتريك
من أفكار سوداء
فتتخلص منك
ومن حالتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى