نـبـوءات الـكـلام

رامي الحاج | (الجزائر)

(1)

سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

ما جدوى السماء دون نوارس

مُوجع هذا البياض يُورطني في جحيم الهذيان

أتُراني أهذي؟

إيه كم مُتعب بالذكرى

أطُارد خُيُوط الجدوى كمن يُطارد خيط دخان

قد أكُون مهوُوسًا بالبحث عن عوالم في نُبُوءات لا تجيء

أسفًا على أرض مثل النبض الثمل يُعانق الحلم

ما الذي يدعُوننا نحن معشر الشعراء للبكاء؟

ألسنا نحملُ وجع الكتابة وسكين الحرف ومقاصل الكلمات؟

يا سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

ها قد رحلت دُون رُؤياك للمرة الأخيرة

ها قد قضت أعوام وما شاخ القلب عند البكاء

ربما هو العزاء وحدهُ في ذكرى رحيلك

يُطهر القلب من نصل سكاكينه الصدئة

وحين نطق الفجر

أذن مُؤذن في فناءات الإمارات:

” سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

ستبقى ذكراك مُعلقة بين الأرض والسماء

ملعُون من خان عهدك إلى يوم الفناء”..

مُوجع هذا الزمن

كل لحظة نُوسد القلب آخر المتاعب

حتى الذين نُحبهم ونُقربهم من النبض يرحلون

يذهبون دون قُبلة أو كلمة وداع

نظلُ وحدنا في زمن مُختصر في كؤوس الآه

وهكذا يشتد التعب

يمتد آخر الوجع

هذا الذي صدع بما أبقتهُ الأيام

اليوم أجيئك بلا حكمة يا سمو شيخنا الراحل

وها أنا أجدُك في كل الإمارات السبع

يا حاملا في قلبه حرائق الشوق

يا مُهربا أحلامه إلى مرافئ الشعب

يا صانعا غدائرا للسحر والرقي

كُنت مغوارا والأسود تهابُك

تركت الامارات السبع على قلب رجل واحد

يا حافظا لكتاب الله وشغُوفا بالعلم والمعرفة

يا بارعا في الصيد وماهرا في الرماية وركوب الخيل

يا مُجلا للمشايخ ومُقبلا على تاريخ الأجداد ونبراسا للأحفاد

يا مُوحدا للعروبة وسندا للإسلام ومُجيرا للمستضعفين

لا يُمكن للقصيدة أن تؤسطر تاريخك

لن تكون إلا بطلا لملحمة كتبتها أنت

هو السؤال يفر مني إليك يا سمو الشيخ مقهورا

والكُل أمامك دون مساحيق مثل السلالات العاربة

هو البوحُ الجميل يتحول في ذكراك

فتوحا للروح

ولمنزلتك الشريفة

ما تبقى من نبضك البهي

اختزلتُ تفاصيل الحكاية في كلمتين:

كنت… وستبقى

هكذا في القلب والذاكرة كربيع لا ينطفئ 

 

(2)

سمو الأمير خليفة بن زايد آل نهيان

 

ما شغل نفسهُ بالترف والبكاء على الأطلال

ما أوصد قلبهُ أو صادرهُ لعوالم الدنيا

ما عاش الانطفاء الغجري ليشهد الآخرون اشتعاله

ما استسلم حين تجذر في الدنيا القلق والأرق والانتظار

ما كتب ماءات الرقص على الجرح العربي

ما قال في زمن القحط :” لكم ما تيسر من الحنين”

ما سكنهُ جُنُونُ العظمة ولا الجحود.

 

(3)

سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان

هو نهر من الود والدفء في الإمارات السبع

هو عمر من العطاء والنماء لا يوقفه النزيف العربي

هو اليد المدودة لكل مستجير ومبسوطة لكل مستغيث

هو عنوان لملحمة مجد صنعها الإماراتيون وقالها القدر

هو رجل السحر والشعر والعطاء والنبض البهي

سيبكون حين تترك لهم السراب مثل قطع الليل

سينهارون حين تذكرك دبي، أبو ظبي والشارقة على اختلافها

سيتوارون لحظة تبهرهم عجمان، رٍأس الخيمة، الفجيرة وأم القيوين

الإمارات يا صاحب سمو الشيخ

ذابت في فواصل الحضارة والحداثة

وانت فيها لا تشبه ذاك الذي كان من قبل منها

وهم الآن.. كلوا من السعي وراءك

هم الآن.. فقدوا أثرك

قالها العراف يا سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان

عبثا يحاولون.. لن يجدوك أبدا

ها هم ينتاهون في اللامرئي مجردين من فكرك

ها هم يحجون إلى الإمارات عن بكرة أبيهم

قوافل العرب أعادت بوصلتها وغيرت خرائطها

الكل يتيمم شطر الإمارات السبع

هيبة وتبركا وزلفى وتوددا

ها قد سقطت عنهم الأقنعة أمام فواصل الرقي

وشهد شاهد من أهلها

“الامارات أصبحت من العجائب الثماني”

(3)

سمو ولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

 

وجاء من أقصى المدينة يسعى.. وقال:

” إن للكعبة رب يحميها”

قلنا يا ولي العهد أنت خير حاميها

انت من ظلت يده ممدودة للسلم

هلموا نعيد للإمارات مجدها وسلواهُا

هو من علم الشعب إن الثورة مروءة

وقودها التهليلُ والتكبيرُ والعلمُ

هو من أيقظ الهمم وشحذ العزائم مُرددا

“إن المجد يُصنعُ وكان العهد قسما”

ولي العهد نبراس للشعب وقرة للعيون

وللإنسانية فخر وللقلوب شفاء وبلسما

وأذن ربك أني ناصر ولي عهدكم

وأذن مؤذن سحقا لكل من ارتاب وتكلما

هو القائد الهُمامُ قام على الله معتمدا

يشق للنصر فجا وللعلا نهجا مستقيما

هو من دعا للسلم والأمن والتضامن قاطبة

هلموا نصنع لمجد الإمارات سؤددا معلّما

هو من ظلت يده للتسامح الديني ممدودة

طوبى لمن عفى وأصلح وتنزه وتسامى

إن الإمارات ولدتْ فتيةً صاروا رجالا

جعلوا من الرقي والنصر والطموح سُلما

سجل يا تاريخ العرب هذا مغوارنا

ولغيره المهانة والخزي والذل والأسقام

يا بن الإمارات قم في حضرته مفتخرا

واسال الله له وللوطن الأمن والسلاما

هذا ولي العهد به تمضي الإمارات قُدُما

وبه يعيش الشعب حرا أبيا ومُكرما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى