أصدقاء

ماجد الدجاني | فلسطين

 

لدي الكثير من الأصدقاء

وما لي بهم من عزاء

وما لي بهم من رجاء

وعيني نزيف البكاء

وروحي توطن فيها الإباء

وليست تطيرعلى دوح روحي

طيور الهناء

مهيض الجناح ….فؤادي كسير

وروحي تسيل نزيف الدماء

وأعماقها

شاطئ هجرته السكينة

أمواجه أثخنت بالجراح

إذا الصيف جاء

أتاني ليرسل لي

أسهما من حمم

وتسبح شمسي

ببحر الفضاء

ويذبل قرب ضلوعي الضياء

وورد وفل وتنكسر الكبرياء

كما الموج

والخيل والليل والبيد تنكرني

والفيافي وغار حراء

وينكرني السيف والرمح

تنكرني كل يوم حروف الهجاء

اردد صيحة عيسى ابن مريم

يا رب فيم تركت وحيدا

يهوذا يسلمني

للشقاء

أحاول أسبح في بحر شعري

ونهر الحواسيب والمكتبات

لأمسح لو حفنة من قذارة حلمي

ورجس الأمل

ويحتل عشب وشوك دروب الوجيب

ويشنقني صوت فيروز

(ما في حدا)

ولا شئ حتى توارى الصدى

افر إلى شاطئ من خيال

ومنتجع صاغه الشعر لي …

وقصرا أساساته من رمال

وروحي تئن على ضفة النهر

نهر السؤال

وحزني عميق الجذور

وعاصفة من ثلوج تغطي جروحي

وفي القلب تمضي سماء

بغير بروج

يغادرني القلب يغلق من خلفه

كل نافذة للتفاؤل

يغلق حتى نوافذ فكري

ويرحل دون تحية

وشلال حزن يجر حناني

إلى عمق واد

ويغرف حتى بقايا الشروق

وقلبي كواد سحيق

لدي الكثير من الاصدقاء

وروحي خواء

نداء نداء وما من صدى للنداء

وما من جواب

وقافلتي ما بها من حداء

اتوه ويجرفني التيه في الفلوات

فلا من لا بعض سلوى

كأني فقدت عناوين قلبي

وكل الإشارات فوق الطريق

كأن دمي تاه بين العروق

وما عاد لي من مكان على أي خارطة

ليس لي شاطئ

أو حشائش نهر

ويفقد حتى كلامي الحروف

وتمتد أمّية الروح زحفا إلى قمة الأبهر

تمد الجراح مناجلها

كي تجز سنابل حبي

وترسل عاصفة كي تبدد من بيدر ي

ما تناثر من عصف حب

ونزف جراح الغرام الأليم

ووجه الصدود الدميم

لدي الكثير من الأصدقاء

أنا رجل دون نجم ومن غير حلم

ومن غير اسم

وافقد حتى نجوم السماء

وكم كتبت اعرفها جيدا

واعرف أبراجها

وتغسل روحي أمواجها

وتهتز قافية في الضلوع

وتطفئ كل الشموع

كأني ولدت على حفرة الانهدام

وزلزلت الروح زلزالها

وفي كل مرحلة زلزلة

كان زماني يجرب

في حائطي معوله

وما فات مات

ولم يبق للقلب حتى الفتات

وشوك من الذكريات

تناثر في كل زاوية من ضلوعي

وفوق مسامات جلدي

لدي الكثير من الأصدقاء

ولكنني في الدروب وحيدا

كسيف تدلى ومن غير غمد

فهل غصن قلبي بطور السبات

وهل مهجتي موئل النازلات .

ومقبرة الأمنيات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى