أدركها الاحتلال ولم تدركها فصائل المقاومة

سعيد مضيه | كاتب فلسطيني

انتفاضة 1987 هي الانتفاضة الوحيدة التي تستحق الاسم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. بحكم سلمية النضال أمكن لأعداد غفيرة من الجماهير المشاركة بالنضال؛ فجاءت الانتفاضة نشاطا شعبيا تميز بالحراك الواسع المقتصر على رفض الاحتلال والمطالبة بتصفيته. النضال الشعبي استقطب التضامن الدولي وعبر عن الأشواق التحررية للمنتفضين، وأبرز القضية الفلسطينية في العالم قضية تحرر وطني، قضية إنسانية.

المؤسف أن الاحتلال أدرك هذه الميزة بينما لم تدرك الفصائل الفلسطينية قيمة هذه الميزة، فلم تتمسك بها في محاولة تالية للانتفاض، ما أتاح للمتربصين إشاعة التبرم من القضية الفلسطينية وادعاء الملل من حمل القضية.

 ففي العام 2000 واجه رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك المظاهرات بعنف لامبرر له، وأعقبه شارون الذي خلفه رئيسا للحكومة فأمطر المظاهرات الشعبية بالرصاص الحي، وهو واع بأنه يستدرج فصائل الى العنف المضاد، يشارك فيه بضعة أفراد يمكن تصفيتهم بالعنف المسلح، وقمع أي تحرك شعبي ولو كان سلميا. يالفعل أمكن للاحتلال اضطهاد الشعب بأكمله وقمع كل حراك او مقاومة للاستيطان. ودرجت مدحلة الاستيطان النهم على مساحة الضفة.

لم تتمسك الفصائل بالميزة الشعبية- السلمية للانتفاضة، وانجرفت مع استفزازت الألة الحربية العدوانية. وكانت النتيجة المأساة التي يعرفها الجميع.. استباحة الضفة الغربية والشروع في تهويدها، بينما الفعل المسلح تجمد ليمضي الاستيطان بغير عائق ولا مقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى