تحطيم الخرافات
د. خضر محجز | مفكر فلسطين
دعونا اليوم يا أصدقائي نحصي عدداً بسيطاً من القصص التي يسخر بها الوعاظ الحمقى من عقولنا:
1ــ سيدنا يزيد بن معاوية قتل سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب. ولا أحد خاطئ هنا، إذ لا يليق بالأجداد أن يكونوا خاطئين.
2ــ الذئاب في زمن عمر بن عبد العزيز، تحسرت على زمن عمر بن الخطاب، الذي كانت تمارس فيه حياتها الفطرية، فها هي تتحول إلى آكلات عشب، مجبرة على الصداقة الطهور مع الغنم.
3ــ الخليفة العادل هارون الرشيد كان نزيهاً جداً، إلى درجة أننا لن نصدق ما رواه عبد الله بن المبارك، من أنه شاهد امرأة في مملكنه تأكل الميتة عن المزابل، فمنحها كل ما حملت قافلته للحج، وترك للملائكة أن تحج عنه.
4ــ الخليفة عثمان بن عفان كان لا يرتل القرآن ترتيلا، بل كان يهذر به هذراً ليتمكن من قراءته كاملاً في كل ركعة من ركعات القيام.
5ــ يمكن للشخص الواحد أن يكون في مكانين في ذات الوقت، ففي سنتين إسلامه اليتيمتين، كان معاوية الذي يعيش في مكة، يكتب الوحي المنزل على رسول الله في المدينة، رغم أن الفاكس لم يكن قد تم اختراعه بعد.
6ــ يمكن للزنا أن يكون جميلاً، إذا حدث من آباء الملوك، فيعترف بنتائجه الملوك الأتقياء جداً، ليحولوا ابن امرأة زنا بها الأب إلى أخ، كما فعل معاوية مع زياد بن سمية.
7ــ يمكن لشخص أن يشرب السم ثم لا يموت، كما فعل خالد بن الوليد. أما حقيقة أن الرسول مات من السم الذي دسته له اليهودية في خيبر، فيجب عدم التوقف عندها مطولاً.
8ــ نحن أفضل أمة في العالم، قديماً وحديثاً، لأن من نقترح أنهم آباؤنا، كانوا ذات يوم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أما كون اليهود يقترحون على أنفسهم شيئاً مشابهاً، فيمكن دحضه بالحيل البلاغة.
9ــ الخلافة العثمانية كانت جميلة عادلة إسلامية، أما آباؤنا فكاذبون مفترون، لأنهم يزعمون أنها أجبرتهم على أكل الشعير من بعر البعير.
10ــ المستوطنات الصهيونية التي يرجع عهدها إلى فترة حكم عبد الحميد الثاني كاذبة الوجود، لأن خليفةً مسلماً مثله لا يليق به أن يسمح بذلك. لأنه قال في مكان لا نعرفه: “إن عمل المبضع في لحمي أهون عليّ من أن تُقتَطَع فلسطين من مملكتي”.
11ــ الخليفة المتوكل العباسي هو ناصر السنة النبوية، لأنه أخرج الإمام أحمد من السجن، ونصر الجبرية على حرية الإرادة. أما نهبه لأموال الدولة وإنفاقه إياها على الملذات والجواري والشعراء والقصور وقطع الرقاب، فصغائر لا ينبغي أن نهتم بها كثيراً.
12ــ عبد الناصر كان ضعيف الثقة بنفسه، حتى إنه عرض العفو عن سيد قطب، شريطة أن يكتب اعترافاً بحكمه. فبما أن رواة الحكاية هم الإخوان المسلمون ــ الذين لا يكذبون بحق خصومهم ــ فيجب أن نصدق ما يقوله الإخوان، من أن سيد قطب رفض العرض السخيف من الحاكم السخيف، مفضلاً أن يمثل دور البطل التراجيدي، فيصعد إلى حبل المشنقة، مخاطباً جمهور المشاهدين، بقوله: “إن إصبع السبابة، الذي يتشهد كل يوم لله في الصلاة، لَيرفضُ أن يخطّ حرفاً يقرّ به حكم طاغية”.
13ــ هذا العدد الغفير من الصحابة في المدينة، عجز عن حماية الخليفة عثمان، من القتل على أيدي ثلة من الثائرين، رغم أنهم كانوا قبل ذلك قد حموا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الإنس والجن.
14ــ هناك يهودي ظهر فجأة، دون مقدمات، على مسرح أحداث الفتنة الكبرى، اسمه “عبد الله بن سبأ”، هو الذي حاك المؤامرة، للإفساد بين الصحابة (الساذجين)، فتقاتلوا حتى الفناء، إلى أن آلت الخلافة ــ بالصدفة البريئة ــ إلى معاوية المسكين البريء، الذي كان مجرد يبحث عن قتلة ابن عمه.