نصوص لبنانية

 

تيسير حيدر | لبنان

 

(أمْهَرُ يَومي بالسَّعادَة) (1)

وَأنا في طَريْقي إلى المَدْرسَةِ صَباحاً والهَمُّ رَفِيْقي، والظُّلْمُ على الأبواب في كُلِّ مَكَان    

أهْمِسُ لِقَلْبي، أدَلِّلُهُ، أرْضِيْه لِيَفوزَ ببَسْمة   

أعْطِيْهِ صُورَةَ حَقْلٍ وأثلامٍ تَبْسِمُ والمَطَرُ يَنْهالُ بالعِناقِ فَيَسْتَكِيْنُ قَليلاً  

لَكنَّ دَهْشَةَ أنْ أرْمُقَ طِفْلَةً تَرْشفُ بوظَتَها بغَزارة، أنْ أراها تَعْدو بجَذل الخِرافِ في حَقْلٍ يُلَوِّنُ صَفْحَتَهُ بالنَّعْناع

فَرْحُ طِفْلَةٍ يُعِيْدُ قَلْبي إلى الرُّكْن    

وَتُدَغْدِغُ خَدَّيَّ جَدَّتي، تَنْفضُ غُبارَ الماضي، تَلْثمُ خَدِّي، والطِّفْلَةُ تَلْثمُ بوظَتَها وَأكْمِلُ طَرِيْقي، أعانِقُ بَسماتِ تَلامِيْذي   

وَأمْهَرُ يَوْمي بالسَّعادة!!

 

(قمرُ القُرى) (2)

يزورنا ناعما كوجنات الأطفال

مرفها بالجمال

بدرٌ كرغيف الفقراء البعيد

يرثي لحالِ المتعبين

يستخدمُ روحه المرنة للإقناع

يمهٍِد للحوار

يستجدي مِنَّا السكون والصبر

يعرف كلَّ ما نعاني

يُحسُّ بأنه مُدانٌ رغم براءته الواضحة

إنه الآن في ضَياع

يفكٍر كيف سيزور الفقراء ويداه فارغتان إلا من الحنان

قمر الروح

شجن الحرب والظلم والجوع

منهمرٌ كقلبي القابعِ في زوايا الأضلاع مفتشا عن السعادة والسلام!

 

 قَبْلَ أن أنام ! (3)

أرسمُ كُلَّ ما أشاهِدُهُ على صَفحاتِ قَلْبي مع لَحْنِ حسُّونٍ أنِيْق

أسْتَرسِلُ كَعازِفِ الكَمانِ في تَرْدادِ تَرَدُّداتِ قَلْبي بهُيام

أؤرِّخُ كُلَّ ما حَصَلَ في سُباتِ الأيَّامِ، في مَاضٍ يَلوحُ لي كَغرْبالِ أمِّي يَنْهَمِرُ حَباً

ألْتَقِطُ الحَبَّاتِ بمَذاقِ المَناقِيرِ الشَّهِيَّة

أغْتَني كُلَّ حِينٍ بإعادةِ غَرْبَلَةِ القُبَلِ المُنْبَعِثَةِ من عُيونِ العُشَّاق على مَدى الأعْصُرِ المُنهَمِرَةِ بالثَّلجِ والمَوجِ والرَّذاذِ حَتَّى يَنْصَهر الماضي في قَلْبي كَوَردةٍ عَابقَةٍ في نَسِيْمٍ نَقَّالٍ لِذَبذَباتِ اللَّهْفَةِ والشَّوْق

وَبَعْدَما يَنامُ أطْفَالُ العَالَم ألاحِقُهُم في الأسِرَّةِ

أجْمَعُ غلَّتي المُشْتَهاة في قَلْبي، أحْمِلُ مِرْوَدي وألامِسُ أجْفانَهُم المُتَوَهِّجة بالعِشْقِ، أُغْنِيْها بالأنْغَامِ وَأنام !

المِرْوَدُ: المِيْلُ يُكْتَحَلُ بهِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى