ساقي السمار

بسمة القائد | اليمن 

 

دمعتي البكر
غاب عنها طالع النخل
ظلت نسيا منسيا
عالقة بسعف الأجفان
يا لرطب الطفولة
تمددت الشيخوخة في أوصاله
عطب يتأرجح على شرود الليل والنهار
داخل ظلي المكسور
رأيتها عند مقعد همس أليف تناظرني
قطفت سناها عصرته خمرا
صببت براءتها في كأس الذكرى
عل يومي الأخرس المشقوق بالجفاف
يرتشف من لمع أندائي بسمة
يا ساقي السمار
دمعتي تعرف أنك ما زالت هنا
أراك منحنيا تبكي في ثقب ضوء
تتلصص على وجومي وعشبة أسراري
لن ألعق كأس الأحلام المرة
لن أنتظر صباحا من فجري العجوز
إن لم تكن شمسي طريقا
سأطوي بالخريف ربيعي
وأرتدي حرقتي أذهب إلى أنا
أحتاج ضحكتي القديمة
وزحمة الحب في الشوارع والأزقة
على شجر الدموع الحلوة
خارطة لخربشات نميري
يا وردتي المخنوقة بالشتات
امتشقي مهرتي الخضراء
سندخل متاهة الليل والنهار
هيئي المزامير نغني نرقص
دعيني أهز عيون النرجس الغض
علها تفتح ابواب السواسن النضيرة
ندخل من باب واحد
نسترد رداء الغد من لصوص الدم ؟
في صدف الحبق الجريح زقزقة دمعة
تسأل زهور الثلج الأبيض
من أين يشرق الهديل المنتظر
رماني من مر الدواء شفاء
جلست في أعماقي أفتت صخر الأرزاء
أيها الساقي الموبوء بالعطش
لن أعود إليك
لست بحاجة لخفايا صمتك
لن أعود إلى يومي
ما قيمة الحلم لو غاضت بشاشته
أو باتت أزهاره تبكي عطرها المذبوح ؟
قنعت بدمعي المكتوم بعطر الأطلال
فلا لوم على نفس أرهقتها الأغلال والأطواق
سألقي في الهواء أنيني ومر حرماني
وأتمدد على هزار الطفلة
ألقي على ساقي السمار سلام الفراق
وأشرب من دم الغروب شروقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى