مداد وعيون

لما حسن | سوريا

 

من فوضى الأيام

سجالات تزاحمت

أكوام قش من فرح

ألوذ من هذا وذاك أرقب سحابات غيم تشرينية متراقصة

أرقب سباقها

ريح حانقة تصفر

تلتقط اخضرار الأوراق

ألمح بين السحاب العابر عيون بعيدة كالخيال

تفحصتها بوضوح

ألقيت بوجل عليها تحية الصباح

قلمي الثائر المتمرد عاد إلى رشده

قلب فاكهة الأبجدية

أصفى ألذ وأبهى كلمات

نعم إنه قلمي الساحر الماكر

يعبث بالطبيعة

يحرك جنباتها

عوالمها

عند محرابها يلقي تعاويذه الفريدة، يسجد أمام بهائها

يقدم لها قرابين صلواته قصائد ومعلقات

في صباحي هذا

ثارت أمواج البحر

نوارسها البيض تحاكي رمال شطآنها

أصداف مبعثرة رقصت فرحا بعودة الحياة لها

قلمي جال المحيطات.. حط رحاله على جزر لم تطأها أقدام

صافح قمم جبال الهيمالايا قطف أكليل للغار

تزلج على ثلوج القطب الشمالي

غنى اهزوجة صباحه مع قطعان البطاريق السمراء

أحتسى قهوة عربية أصيلة بصحبة أبو الهول… حدثه عن عظمة  الأجداد

أنا ها هنا 

لازلت متسمرة في مكاني

أرقب ذات الغيوم وذات العيون

أتتبع خطاها

أحبو وراءها

أستشف بعض من رضاها

كطفلة وديعة أضاعت دمية العيد

وهذا القلم الماكر زار كل الأمكنة والعصور بغتة مني

بطرفة عين…

إنه الشعلة المتقدة من نار ونور

متى يرقد

متى يثور

متى يعتلي المنابر منشدا

متى ينضب سيل نبعه المحموم

متى يتغذى حنطة الحروف حد  الاتخام

متى يشرق شعاع الفرح بأبهى ثوب وألوان

كل هذا بأمر تلك العيون المجون

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى