الكاتبة الليبية انتصار بوراوي والإعلامية خيرية فتحي عبد الجليل (وجها لوجه)

انتصار بوراوي .. كاتبة من بنغازي مهتمة بالكتابة في مجال القصة القصيرة والمقال الثقافي والاجتماعي كان لنا معها هذا الحوار عبر صحيفة رؤية وكان لنا معها هذا الحوار


– ما يرعبني فعلا حجم الأحقاد والكراهية فيما بين الليبيين.

– لا أستطيع فصل تجربتي مع الصحافة عن عشقي للأدب.

– كتابة “الهمبرغر السريعة ” تجعل الكتابة العميقة تضيع في الزحمة.

– لا نمتلك في ليبيا أي موقع ثقافي إلكترونى خاص بمتابعة النتاج الإبداعي الليبي.

– ما يحفظ كرامة المرأة أن تبني كينونة لذاتها بالدراسة والعمل والاستقلال الاقتصادي.

– حالة الحرب جعلت الحراك الثقافي يقع ضمن إطار الجمود والشلل التام.

^^^^^^     ^^^^^    ^^^

س:// حدثينا عن تجربتك الصحفية والأدبية؟

الإجابة: لا أستطيع فصل تجربتي مع الصحافة عن عشقي للأدب، فالصحافة درستها بقسم الصحافة بجامعة بنغازي عن سبق محبة ورغبة وأمل بأن تتغير أحوال البلاد وتكون لدينا صحافة حرة ومهنية، لأنها لم تكن كذلك في ذلك الوقت وبعد تجربة قصيرة مع المجلة الوحيدة التي كانت ترصد بداية انهيار المؤسسات الصحية والتعليمية وغيرها في الدولة عن طريق العمل الصحفي من تحقيقات صحافية واستطلاعات، اتجهت للنشر في الملاحق الاجتماعية والثقافية في الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية العربية فكتبت المقال والقصة القصيرة واللوحات النثرية.

س:// كيف نرتقي بذائقة المتلقي؟

الإجابة: المشكلة الأساسية تكمن في قلة القراءة واكتساح الصورة البصرية وكتابة “الهمبرغر السريعة ” التي تجعل الكتابة العميقة تضيع في الزحمة.

س:// هل تشعرين بأنك تنتمين لعالم المرأة في ليبيا؟

الإجابة: أنا جزء من هذا المجتمع ومن عالم المرأة الليبية وأحب مجتمعي وهذا لا يمنع نقده ولكني في نفس الوقت غير متماهية مع واقع المرأة بالشكل التقليدي فمنذ بداية الوعي المبكر لدي كنت أرى ولازلت بأن ما يحفظ كرامة المرأة هو أن تبني كينونة لذاتها عن طريق الدراسة والعمل والاستقلال الاقتصادي لها وأن لا تعيش علي فكرة انتظار المنقذ ومن يحقق لها الأحلام وأن تكون شريكا حقيقيا مع الرجل بشراكة الروح والفكر والاحترام المتبادل، وأغلب كتاباتي عن قضايا المرأة الليبية تدور حول هذا الجانب بحيث تتخلص النساء من فكرة الضحية والجناح المكسور التي تحب كثير من النساء الليبيات العيش في إطارها هربا من الكفاح لبناء ذواتهن وكينونتهن.

س:// ما تقييمك للمشهد الثقافي الليبي؟

الإجابة: أعتقد أن السؤال كبير ..ولست مخولة للإجابة علي سؤال تحتاج إجابته إلى دراسات واسعة وعميقة ولكن بناء علي متابعتي التي أعتقد بأنها جيدة ولأنني ساهمت في قراءة بعض من زوايا المشهد الثقافي من خلال كتاباتي عن بعض الإصدارات الليبية في كتابي (ضفاف الكتب) فأستطيع القول بأنه لدينا أسماء كبيرة أصدرت نتاجا إبداعيا في مجال الرواية والقصة القصيرة والشعر رغم حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد وكذلك هناك أقلام شابة من الجنسين ملفتة بكتاباتها ونصوصها ولكن المشكلة في تجمد الحراك الثقافي من ملتقيات ومهرجانات ومعارض كتاب وندوات ومجلات وصحف ثقافية تسمح بمناقشة النتاج الأدبي ونقده وتعريف القارئ به، الحراك الثقافي في ليبيا لم يشهد جمودا وشللا تاما كما هو عليه منذ قرابة العام ونصف ربما حالة الحرب في كثير من المدن الليبية هو ما جعله يقع ضمن إطار الجمود والشلل التام.

س://ما أقرب أعمالك إلى نفسك؟

الإجابة: كل ما كتبته هو من حبر أعماق فكري وروحي ومن وحي الأحلام الكبيرة والخيبات الأكبر وأكيد أحب كتاباتي القديمة سواء في مجال المقال الصحفي والقصص القصيرة التي استعيد حين أقرأها الآن الفتاة الحالمة بالحب والحياة وبدولة تتحقق فيها العدالة والديمقراطية، ولكن الحقائق المفجعة التي أهداها لنا الزمن جعلت الأحلام تضمحل وتتضاءل دون أن تموت.

س://ما الرسالة التي تود الكاتبة إرسالها للجمهور؟

الإجابة: الحلم هو وقود الكتابة والأدباء هم حالمون كبار، هاجسي في كل ما أكتبه هو التخلص من الظلم والطغيان والبحث عن العدل الإنساني المفقود وعالم من المحبة، ويرعبني فعلا حجم الأحقاد والكراهية فيما بين الليبيين.

س://ما رأيك في النشر الإلكتروني؟

الإجابة: ساهم في انفتاح الإبداع واطلاعنا بسهولة وبدون عراقيل على النتاج العربي لأغلب المبدعين العرب والعالميين من خلال مواقع للكتب ومواقع ثقافية عربية قوية ورصينة ولكن للأسف هناك قطيعة بين المبدع الليبي والنشر الإلكتروني فلا نمتلك في ليبيا أي موقع ثقافي إلكترونى خاص بمتابعة النتاج الإبداعي الليبي عدا عن موقع الشاعر رامز النويصري (بلد الطيوب)

س://حدثينا عن مجلة المرأة التي كنت رئيسة تحريرها منذ سنوات؟

الإجابة: مجلة المرأة هي المجلة التي أصدرتها السيدة خديجة الجهمي في عام 1965 وتعتبر أول مجلة تهتم بواقع وأحلام وتطلعات المرأة الليبية ولكن جاء انقلاب سبتمبر وقام بكل جحود وإجحاف بإزاحة السيدة خديجة الجهمي من رئاسة التحرير وضرب عرض الحائط بكل تاريخها الريادي في عالم الصحافة ثم قام بتغيير اسمها إلى (البيت) وتغير شكل ومضمون المجلة علي مدى عقود ولكن كل ذلك لم يمنع بعض الصحافيات والكاتبات ممن تولين رئاسة تحرير المجلة بعد ذلك من عمل نقلة معرفية اجتماعية بالمجلة والتطرق إلى مواضيع مسكوت عنها في المجتمع الليبي وممن تولت رئاسة تحرير البيت الصحافية سعاد سالم والصحافية سالمة المدني والأستاذة سكينة بن عامر والشاعرة خديجة بسيكري إلى أن قامت ثورة فبراير وتم إصدار قرار من هيئة دعم الصحافة بعودة اسم المجلة مجددا إلى اسمها القديم (المرأة) وفاء لروح مؤسستها الإذاعية والصحافية السيدة خديجة الجهمي وتولت رئاسة تحريرها الصحافية سعاد الطرابلسي وبعد أن اعتذرت عن الاستمرار في رئاسة تحريرها تم تكليفي برئاسة تحرير المجلة وقمت مع الطاقم المميز للمجلة بإصدار مجموعة أعداد واكبت قضايا المرأة وتطلعاتها ولكن للأسف قامت الحرب في بنغازي وتعرض مقر المجلة للسرقة والنهب وصدر قرار من حكومة طرابلس بنقلها إلى العاصمة فتوقفت المجلة عن الصدور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى