هل تسمية القرد غزالا يغير في الواقع شيئا

سمير حماد – سوريا

(كل ما تبقى لديك هو ملكٌ ضائع تبكيه كالنساء) هذا ما قالته عائشة الحوراء لابنها أبي عبد الله الصغير حين سلّم مفاتيح غرناطة لإيزابيلا ملكة الإسبان المنتصرة على العرب، والتي أمرته أن يخرج بخيوله بعيدا عن المدينة المستسلمة.

منذ أكثر من خمسة قرون سقطت غرناطة وبدأ النظام العالمي الجديد، وخلال خمسة قرون سقطت كل غرناطات العرب واحدة وراء الأخرى بأسمائها المختلفة، وربما كانت بغداد آخر غرناطة تسقط، وما نراه من عواصم حتى الآن، تستمرّ حية داخل غرف العنايات الفائقة، أو في حالة موت سريري، أو في غيبوبة قد لا تجدي معها غرف الإنعاش، وما يزال هذا السقوط مستمراً.

 وأما القدس فلم يكتفوا بإسقاطها؛ بل جعلوها (كما قرر الديناصور الأميركي) عاصمة لدولة مسخ سماها أرنولد توينبي (الخطأ التاريخي) ويقصد إسرائيل وسماها غيره الجملة المعترضة، أو الخنجر الصخري.

فهل تسمية القرد غزالا، أو الصرصار نحلة، يغير في الواقع شيئا؟

إن هذا لعمري أكثر مهازل التاريخ سخرية.

فلسطين ستبقى فلسطين والقدس ستبقى عاصمة فلسطين؛ سرّة الدنيا وحاملة مفتاح اليقظة العربية وأبجدية التنوير والمستقبل العربي، والأيام دول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى