حلم يروادني عن نفسي
إسراء سعد | القاهرة
كان لا يزال كوب الشاي ساخناً
حين متٌ آخر مرة.
داخلي كان قد امتلأ بالماء
فأخذت الثقل من قلبي
ووضعته في جيبي
ثم غُصت في أعماقي
فأنا مُعتادة على الغرق هناك،
تجد لي عظاماً كثيرة في القاع.
///
مرة استيقظت مُراهقة،
كان جسدي بدأ بالنمو شيئاً فشيئا
كنت كلما رأيت بروزه،
أدثره بالثياب.
///
كان أبي مرتبكاً ،
كأنما يريد أن يخفيني عن الأنظار.
كنا نتخبط معاً،
أنا خجلاً
و هو حيرة في أمري
كأنني قنبلة موقوتة.
///
مرة استيقظت طفلة،
كانت تحلم بلعبة إلكترونية
تضغط على زر ما..
فيخرج لها الفستان الذي اختارته
من المكان الخاص بالاسطوانات.
طفلة،
تحلم بمنزل وردي
دافيء جداً
و تستيقظ وهي ترتجف من الوحدة.
///
و مرة
كنت فتاة كبيرة
قد حاكتني الوحدة حتى أصبحت فتاة كبيرة
جربت أنا أيضاً أن أحيك آخر، كما حاكتني الوحدة.
كنت أنتظر آخر
يُدفئني،
يبقى معي دائماً كما تبقى هي.
وبقيت هكذا
أنتظر
وأنتظر
حتى اكتشفت أنني لا أجيد الحياكة،
خرج من بين يدي
شيء لا يشبه شيئا
أخذته الوحدة وجعتله شالاً لها
///
وها أنا ذا الآن
جزيرة
جزيرة مهجورة
يقبع السجن بها في الجزء الشمالي العلوي
لا يكف السجين عن الإزعاج
منذ أن نُفي هنا
كلما توقفت على قفصه
فراشة
كلما رأى طائر يُحلق
صرخ بها
الحرية
الحرية لما هو خارج هذا القفص.